أثناء تحقيق القضاء التركي في الانقلاب الفاشل الذي شهده الشارع التركي ليلة 15 من يوليو الماضي اكتشف المحققون أن الدبابات التي نزلت إلى الشوارع ليلة الانقلاب كانت خالية من الذخيرة.
وتم تداول آراء متباينة لدى الرأي العام حول الهدف من الانقلاب، بين من يقول إن الانقلابيين لم يقصدوا انقلابا يستهدف قلب النظام، بل حاولوا إحداث الفوضى من خلال اغتيال رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية، بينما زعم آخرون افتعال الانقلاب من قبل رجب طيب أردغان نفسه لتصفية الخصوم وإعادة هيكلة نظام الدولة وبالتالي الانتقال إلى نظام رئاسي بالإضافة إلى دفن ملفات مزعجة للحكومة إلى الأبد من قبيل ملف الفساد الذي جر أربعة وزراء إلى الاستقالة واعتقال أبناءهم والذي طال حتى أردوغان نفسه، وملف الشاحنات المضبوطة بالأسلحة التي يعتقد أنها أرسلت إلى داعش وملف التطبيع مع إسرائيل والاعتذار لروسيا عن إسقاط الطائرة والركود الاقتصادي الذي بدأ يدق ناقوس الخطر.
بغض النظر عن صحة تلك الأطروحات جميعا فإن هناك تساؤلات بحاجة إلى إجابات مقنعة.
هل الجيش التركي الذي يحظى بموروث أدبي وتجربة فريدة في فن الانقلابات يقدم على محاولة هي أقرب الى عمل ابتدائي ساذج! إذ لم يكن بين الجنود الذين انتشروا في بعض الطرقات الرئيسة عسكري عالي الرتبة. حيث كان معظمهم من الجنود الشباب الذين كانوا تحت الخدمة العسكرية الإجبارية غير المؤهلين للاشتباكات ولم يعلموا بأنهم خرجوا للانقلاب!
وبما أنه لا يمكن نجاح الانقلاب بدون الحصول على إجماع المؤسسة العسكرية بكل أذرعها؛ البرية والبحرية والجوية إضافة إلى القائد العام، فإن إقدام مجموعة صغيرة داخل الجيش على القيام بانقلاب على الحكومة يعتبر انتحارا صارخا وغير معقول!
فإما أن يكون هؤلاء الانقلابيون فقدوا صوابهم وقرروا انتحارا أكيدا وإما أن يكون الأمر قد أريد له وخطط مسبقا لفشله لأمر ما يعقبه!
إذ أوردت مجلة فوكس الألمانية أن المخابرات البريطانية تنصتت على المكالمات المشفرة التي جرت بين كبار المسؤولين الأتراك ليلة الانقلاب اتفقوا فيها على تقديم الاستاذ فتح الله غولن على أنه العقل المدبر للانقلاب من أجل بدء تصفية موسعة لمحبيه في أجهزة الدولة وسائر المؤسسات من القطاع العام والخاص، بدون أي تحقيق!
وجرى في اليوم التالي إقالة عشرات الآلاف من مناصبهم واعتقال الآلاف من المدنيين بذريعة دعمهم للانقلاب بدون أي تحقيق أو إدانة من المحكمة مدعومة بالأدلة، الأمر الذي اعتبره رئيس البرلمان الأوروبي في زيارته إلى تركيا غير معقول!
وسؤال آخر؛ أين هذا المجلس العسكري المسمى بمجلس الإصلاح الوطني الذي أعلن مسؤوليته عن الانقلاب ليلة قيامه؟ ومن هم أعضاؤه؟ وهل تم اعتقالهم أم لا؟
أجابت الحكومة التركية على هذا السؤال الأخير بأن التحقيق لايزال جاريا ولم يتم التوصل إليهم بعد!! ولكن كيف عرفت الحكومة بأن عشرات الآلاف من المدنيين والقضاة خلال ساعات من ليلة الانقلاب يدعمون الانقلاب ولم يعرفوا مجموعة تعد على الأصابع ولم يحددوا هويتها بعد؟!
علامات استفهام تزداد يوما بعد يوم.. يبدو أن الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عليها…
https://youtu.be/l-FOg0jgwMs