السعودية (الزمان التركية) وكالات: تباينت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن تناقلت وسائل إعلام أجنبية ما جاء في لقاء مع وزير الخدمة المدنية ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط، والتي تحدث فيها عن إنتاجية الموظف الحكومي والإجراءات الجديدة في الجانب الاقتصادي.
حيث كتب موقع «سي ان ان»، أول من أمس أن «إنتاجية السعوديين لا تصل إلى ساعة واحدة.. بناءً على دراسات أعلنها مسؤولين حكوميين». وتساءلت «سي ان ان – موني» في تقريرها: «كم عدد السعوديين الذي يعملون ساعة واحدة فقط؟». ونشرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية، أمس (السبت) خبراً في هذا الشأن أيضاً.
ولم تتأخر ردود فعل السعوديين على ما جاء في الإعلام الغربي، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً من المحللين الاقتصاديين، والذين لم يواجهوا انتقادات إلى ما جاء في الإعلام الغربي، بل وجهوا سهام النقد «المُبطن» إلى المصدر الذي استند إليه هذا الإعلام، وهو المسؤولون الذين أدلوا به.
فكتب الديبلوماسي السفير في وزارة الخارجية السعودية، الناطق السابق باسم وزارة الثقافة والإعلام الدكتور سعود كاتب في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «ما تناقله الإعلام الغربي عنا مؤخراً مؤلم جداً. علينا إدراك أن كل كلمة نقولها بحق أنفسنا تتحول لمانشيتات وصور مسيئة يصعب تجميلها فنحن مصدرها!!».
ودوّن الاقتصادي السعودي عضو مجلس الشورى السابق الدكتور إحسان بوحليقة في تغريدة على حسابه: «كم هو مؤلم أن نعمم حول أكثر من مليون سعودي. ما موقف من يبذل جهده من موظفي الحكومة للقيام بواجبه؟ مؤلم ومحبط ومُثبط».
ورداً على المعلومات التي أدلى بها نائب وزير التخطيط والاقتصاد محمد التويجري خلال اللقاء، كتب بوحليقة في تغريدات: «تحديد أن دولة ستفلس أمر فني بامتياز. ليس انطباعياً أو تقريرياً. لو أن #السعودية مُعسرة لأعلن صندوق النقد ووكالات التصنيف، قبل مسيرة أعوام».
وأضاف بوحليقة الذي يدير مركز «جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال»: «القلق كان مبرراً منتصف التسعينيات، بتدني مؤشر تمويل الاحتياط للواردات إلى ١٢٠ يوماً. الامتنان لمن أخرجنا من تلك الأدغال»، مؤكداً أن «قضيتنا هي النمو وليس الافلاس؛ كيف ينهض الاقتصاد السعودي ليحقق معدل نمواً مرتفعاً. فالنمو هو الازدهار للوطن، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن».
وندد الاقتصادي الدكتور حمد آل الشيخ بما يتداول: «للأسف سي ان ان تقتبس من كلام وزير الخدمة المدنية وتتهكم على إنتاجية السعوديين والسعوديات».
وفي لقاء أجرته «الحياة» مع الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، قال: «أجزم بأن تصريحات الإفلاس تسببت في انعكاسات سلبية لا حصر لها؛ وأثرت في ثقة المواطنين بما يصدر عن الحكومة؛ فكيف يوائم المواطن البسيط بين تصريحات الحكومة الدائمة بمتانة الاقتصاد؛ وقدرته على مواجهة الأزمات؛ خلال السنوات الماضية وبين تصريح الإفلاس الشهير».
وأضاف البوعينين: «تصريحات الإفلاس تتناقض مع تصنيفات المملكة السيادية وتقارير صندوق النقد والبنك الدوليين، فهل من الممكن أن نقول أن تلك المؤسسات العالمية لا تفقه في الاقتصاد وقراءة البيانات المالية وتحليلها على وجه الدقة؛ أم نقول أن المؤسسات العالمية أكثر إنصافاً لاقتصادنا الوطني وملاءة الدولة واستقرارها من بعض المسؤولين؟!».
ودشن مغردون وسم «#الاقتصاد_السعودي_بأمان»، أكدوا فيه استقرار الوضع على رغم ما جاء في اللقاء. ودوّن الكاتب الاقتصادي عبد الحميد العمري: «على رغم ما نواجهه في المرحلة الراهنة من صعوبات وتحديات جسيمة، إلا أنه يمكن تجاوزها بتوفيق الله ثم بالاعتماد على شبابنا».
وأضاف العمري «الصورة التي ارتسمت لدى الإعلام الخارجي عن أبنائنا وبناتنا، أقسم بالله أنها غير صحيحة وغير منصفة ويجب تصحيحها بالعمل».
وأكد أنه «طوال 23 عاماً من العمل الحكومي والخاص؛ أثبت أكثر من 90 في المئة ممن عملت معهم أنهم كفء لوظائفهم ومواقعهم!».
وكتب مغرد: «من يرمي تدني إنتاجية الموظف في القطاع العام على الموظف فقط هو غير منصف أيضاً، هناك نسيجاً من العوامل تسبب في هذا… عوامل إدارية وهيكلية وتخطيطية ونظامية وتعليمية وتدريبية ووظيفية (دور المنشأة)، تسببت في تدني إنتاجية بعض الموطفين».
وعن سعودة بعض القطاعات، قال متابعاً: «لا زال على وزارة العمل الكثير من العمل لتسهيل مهمة الشباب السعودي في التوسع في الاعمال التجارية على غرار سعودة الجوالات»، مضيفاً في الحديث عن شغل الأجانب قيادة وإدارة الوظائف القيادية في المصانع والشركات: «هذه إحدى المشكلات التي يجب ان تنتبه لها الدولة.. يجب ان يعطى أبناء البلد الثقة فأغلب الأجانب ليسوا أفضل من شبابنا».
ونقل الكاتب المحلل الاقتصادي محمد العنقري عن التصنيف الائتماني «وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تعطي تصنيف AA- للسندات الدولارية السعودية».