إسطنبول (الزمان التركية)- تشكّك الكاتب محمود القاعود في مقال نشره موقع “ترك برس” في جدوى توغّل تركيا في العمق السوري بحجة محاربة الإرهاب في إطار عملية درع الفرات، ووصفه بـ”استنزاف للجيش التركي”، و”نقل الإرهاب الأعمى إلى قلب أسطنبول وأنقرة وطرابزون وأنطاليا”.
ولفت القاعود إلى أنه “لا يُمكن لجيش نظامي أن يُحارب حرب عصابات .. لكن أمريكا ألقت بتركيا في أتون محرقة .. بين مطرقة داعش وسندان العصابات الكردية الإرهابية المسلحة”، ثم واصل مدعيًا “عندما ينتهي دور الجيش التركي بعد حرب استنزاف .. تتدخل أمريكا وروسيا لاقتسام الكعكة ومنح الأكراد دويلة تأتي على ما تبقى في تركيا”، على حد تعبيره.
وزعم القاعود “أن الغرب من ورّط تركيا في الأزمة السورية التي حوّلها إلى بؤرة من اللهب والخراب والدمار من خلال دعمه بشار الأسد على مدار سبعة أعوام، وإعطاء الضوء الأخضر لروسيا لاستخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا لإبادة الحرث والنسل في سوريا”.
وأعرب الكاتب المصري القاعود عن استغرابه عدم قدرة السلطات التركية على فهم أبعاد مخاطر التدخل العسكري في سوريا، ووجه انتقادات إلى كل من الرئيس رجب طيب أردوغان والكتاب الذين يعتقدون بصحة كل ما يصدر من فمه دون استقصاء وتحقيق ومسائلة، حيث قال “المثير للدهشة .. هو كيف يفوت هذا على صانع القرار التركي؟!، والأكثر إثارة للدهشة هو موقف بعض الكتابات التي تتعامي عن كل هذه الأخطار وتؤيد اندفاع تركيا في العمق السوري لمحاربة طواحين الهواء وترك بشار الأسد في قصره آمناً مُطمئناً!”.
ثم أردف القاعود “سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والمُبشَر بالجنة.. استمع لنصيحة أفراد الرعية، وقال قولته الشهيرة الخالدة ( لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها)، لم يقل وقتها أحد الصحابة (أمير المؤمنين أكيد يعرف كل شئ)، أو (عمر بن الخطاب مدرك لكل الأخطار)، كما نسمع اليوم من بعض الكُتاب بطريقة يبدو فيها دس السم في العسل من أجل توريط تركيا بزعم حُبهم لأردوغان”، طبقًا لقوله.
واختتم الكاتب المصري محمود القاعود بتوجيه نداء عاجل للحكومة التركية والرئيس رجب أردوغان قائلاً: “لكن ثمة فرصة أخيرة لتركيا.. هي الوقف الفوري لأية عمليات في مدينة الباب وحماية حدود تركيا ودعم ثوار دمشق”، على حد تعبيره.