أنقرة (الزمان التركية) – اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو الرئيس التركي بالتحريض ضد “مسيرة العدالة”، مفيدا أنهم يستخدمون ويمارسون حقوقهم الدستورية والقانونية وأن من يعتبر ذلك “لطفًا من الحكومة” فهو ديكتاتور بلا شك، على حد تعبيره.
وأكد كيليتشدار أوغلو أنه لم يتوقع بأن تحظى مسيرة العدالة التي أطلقوها بكل هذا القدر من الدعم من الجهات والأطراف المختلفة، منوهًا بأن المجتمع التركي يشهد أجواء مرعبة، مما دفعه إلى الانطلاق بمفرده في هذه المسيرة كي لا يعرض الآخرون للخطر، غير أنها لاقت دعما من النساء والشباب ذوي اتجاهات مختلفة في كل منطقة مرّ بها.
الاستعداد لإطلاق العصيان المدني
وفي إجابته عن سؤال بشأن موعد انتهاء مسيرة العدالة، أوضح كيليتشدار أوغلو أنهم سيسيرون حتى إسطنبول ولا يزال أمامهم 350 كيلومترا، مشيرا إلى أن المسيرة تهدف لإقرار العدالة في تركيا وإبلاغ العالم بأسره وليس تركيا فقط باشتياق المواطنين الأتراك للعدالة. ولفت إلى أنهم فيما بعد سيعبرون عن اشتياقهم للعدالة بالعديد من الفعاليات العصيانية وليس بالمسيرات فقط.
اتهام أردوغان بالتحريض
وذكر كيليتشدار أوغلو أن أردوغان وجه دعوة تحريضية ضد المسيرة، لكن لم يحدث شيء خلال الأيام الستة الماضية، مضيفا أنهم يستخدمون حقا دستوريّا وقانونيًّا، وأن تاريخ الانسانية مليء بالحقوق المكتسبة، غير أن وصف ممارسة هذا الحق بـ”لطف من الحكومة” ليس إلا دكتاتورية، على حد تعبيره.
البروفيسور جيهانجير إسلام: قتلوا العدالة في البلاد
البروفيسور جيهانجر إسلام هو أحد مؤسسي حزب صوت الشعب الذي ساند كيليتشدار أوغلو في مسيرة العدالة منذ يومها الأول وأكاديمي أنهت السلطات عمله بسبب توقيعه على بيان يُذكِّر بحقوق الإنسان والعدالة. وسُدّ طريقه للمطالبة بحقه قضائيا مثلما هو الحال مع نحو ألف أكاديمي فُصلوا من أعمالهم. ولهذا يقول إنه يمضي في الطرقات بحثا عن العدالة الغائبة في قاعات المحاكم وسيظل يسير فيها لحين نيلها. وأضاف إسلام أنه يرتدي ملابس سوداء دائما لأن الأسود يعني الظلم، مؤكدا أنه سيواصل التجول بالملابس السوداء لحين انكشاف الظلم عن تركيا.
“الفراعنة يرون حقوق الناس لطفًا منهم”
ووصف البروفيسور إسلام مسيرة العدالة بـ”المسيرة من أجل البحث عن الحقوق بغضّ النظر عن الهويات والخلفية الإيديولوجية للمشاركين”، وتابع: “السلطات في تركيا قتلت العدالة، ونحن نبحث عنها وفي أيدينا مصابيح شارعًا شارعًا وحيًّا حيًّا، وسنواصل السير لحين تحقيق ذلك”.
وشدد إسلام على أن السير والتظاهر والاحتجاج والتعبير عن الرأي بطرق سلمية ليس “لطفا من الحكومة” بل هو حق يكفله الدستور والقانون، وأن الحقوق ليست محط جدال، وقال مؤكدًا “إن الرسل والأنباء علموا الناس كيف يمارسون حقوقهم ويطالبون بها، بينما الفراعنة يرون هذه الحقوق لطفًا منهم، الأمر الذي لا يمكن أن نقبله”.