أنقرة (الزمان التركية) – اعتقلت السلطات التركية المدير العام لشركة “روتا” للأغذية في أنقرة على خلفية واقعة تسمم 731 جنديًّا في مانيسا وعدد آخر في مدينة قسطموني.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت 40 من عمال الشركة في مانيسا في إطار التحقيقات التي تديرها النيابة العامة في المدينة بشأن الواقعة، ونُقل 25 من المعتقلين، من بينهم 5 سيدات، إلى المحكمة بعد الانتهاء من الإجراءات في مديرية الأمن، بينما لا يزال 15 آخرين يواصلون إجراءاتهم في المديرية.
وبناء على قرار من النيابة العامة في مانيسا تم في السابع عشر من الشهر الجاري اعتقال مدير الشركة في مانيسا و19 عاملا، وفي اليوم التالي تم اعتقال عاملين، ثم في اليوم اللاحق تم اعتقال 3 عاملين آخرين. واعتقلت السلطات أمس 16 عاملا ليرتفع بهذا عدد المعتقلين إلى 40 شخصا، لتتطال اليوم التحقيقات العاصمة أنقرة، حيث تم اعتقال المدير العام لشركة روتا للمواد الغذائية في إطار التحقيقات.
ماذا حدث؟
في السابع عشر من يونيو/ حزيران الجاري أصيب 731 جنديا بوعكة صحية عقب تناولهم وجبة العشاء داخل لواء العقيد عارف سايهون التابع لقيادة لواء المشاة الأول. وتم نقل عدد من الجنود إلى مستوصف الثكنة، بينما نُقل البعض الآخر إلى مستشفى مانيسا الحكومي ومستشفى مركز أفندي ومستشفى “السلطانة حفصة” التابع لمستشفى جلال بايار. وبعد تلقيهم العلاج غادر كل الجنود المستشفيات.
وعقب كل هذه التطورات فُسخت المناقصة مع شركة روتا للمواد الغذائية ومركزها أنقرة.
وكان أحد العاملين في الشركة اعترف بأن الشركة ترسل الطعام الذي من المفترض أن يلقى في القمامة إلى الجنود.
شركة توريد الطعام للجيش تثير الشبهات بنموها المذهل!
لفت انتباه الشارع التركي تحقيق شركة روتا “Rota” المسؤولة عن توريد الطعام لمعسكر الجيش في مدينة مانيسا التي شهدت مئات حالات التسمم في صفوف الجنود، نموًا مذهلاً بنحو 70 ضعفًا خلال أربعة أعوام فقط.
وبحسب الخبر المنشور في جريدة “حريت” فإن شركة “Rota” أسست عام 2013 في مدينة ديار بكر على يد وايسي أفشار، ثم اتحدت مع شركة “OVA” لإنتاج الطعام في العام نفسه، وفي عام 2014 رفعت الشركة رأسمالها إلى 2 مليون ليرة تركية.
ووفق تقرير وزارة المالية فإن رأس مال الشركة ارتفع إلى 5 ملايين ليرة في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2015، ووقعت في العام نفسه اتفاقيات لتوريد الطعام بقيمة 10.9 مليون ليرة. وفي عام 2016 ارتفع رأس مال الشركة إلى 7 ملايين ليرة، مع تغيير عنوان مقر الشركة.
ومن اللافت أنه ظهر أن وزارة المالية فسخت تعاقدها مع هذه الشركة على خلفية تسمّم الموظفين لديها غذائيًّا من الطعام المقدم إليهم.
يشار إلى أن السلطة الحاكمة في تركيا تسعى لحماية شركة روتا الموردة للطعام للجيش نظرًا لقربها من بعض المسؤولين الحكوميين، كما أن نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم رفضوا الموافقة على مذكرة استفهامية للتحقيق في أسباب تسمم الجنود، رغم مطالبة الأحزاب المعارضة.
وكان وزير الدفاع التركي فكري إيشيك قال في أعقاب تسمم مئات الجنود داخل قاعدة عسكرية بمدينة مانيسا إنهم يدرسون ما إذا كان سبب التسمم نابعًا من اختلاط المياه الجوفية بمياه الشرب تحت الأرض، وذلك سعياً لحماية الشركة التي تورد الطعام للجيش ونفي التقصير منها.