أنقرة (الزمان التركية) – نشرت صحيفة “يني آسيا” التركية رسالة بعثتها طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات فقط إلى المحكمة تقص فيها الظلم الذي تعرضت له عائلتها على يد السلطات بعد اعتقالها بقرارات حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة بذريعة الانقلاب الفاشل.
وجاء نص الرسالة على النحو التالي:
يا عمّ القاضي ومدعي العموم، إن شاء الله ستقرؤون هذه الرسالة جيدا. اسمي… وعمري 10 سنوات، وأدرس بالصف الخامس من المدرسة الاعدادية المركزية. أدرس في هذه المدرسة منذ عام وأمي راسلت هذه المدرسة عندما انتهيت من المدرسة الابتدائية، وذلك لأن أمي كانت مدرسة في هذه المدرسة، وكانت ستصبح مدرستي، لكن لم يحدث هذا. اصطحبتني أمي للمدرسة على مدار أسبوع، وفي الأسبوع التالي قدمت الشرطة إلى منزلنا، وأخذت أمي. أخبروني أنهم سيستجوبون أمي، ثم سيطلقون سراحها بحلول المساء.
لكن أمي لم تأت منذ ستة أشهر، أي أن الشرطة كذبت عليّ يا عمّ القاضي! وفي كل مرة يُقرع فيها جرس الباب، يركض أخي الصغير إلى الباب صارخًا “أتت أمي”. أبي أيضا لا يعيش معنا منذ عام ونصف، فهو وأمي لا يتحدثان. حاليا نعيش مع جدي. هو الذي يصطحبني إلى المدرسة يوميا. عندما أغادر المدرسة في تمام الساعة 19:00 يكون الظلام قد حل، وعندما يتأخر جدي لايتركني حارس الأمن السيد طارق. والأطفال يسخرون مني قائلين: “ألم تأتِ والدتك؟”.
يا عمّ القاضي لقد تعبت. أعيدوا إلي أمي كي توصلني إلى المدرسة، وإلا أخبروني كي لا أذهب إلى المدرسة. يا عمّ القاضي أنا أتعلم! يوجد نحو 100 مدرس في مدرستي وجميعهم يعرفون أمي جيدا. يقولون إن أمي إنسانة جيدة جد،ا وأنا أيضا أعرف هذا. لكن أعتقد أنكم لم تتمكنوا من إدراك هذا. مدرسيّ لن يكذبوا أبدا. إما أنهم يكذبون أو أنكم مخطئون. أرجوكم أطلقوا سراح أمي.
كل يوم يخبرني أحد الطلاب أنهم يحبون والدتي كثيرا، ويرسل إليها التحية. أخبروني إلى من سأنقل هذه التحيات. أرى دائما في الأفلام القضاة على أنهم أناس عادلون وطيبون. لا أريد أن أؤمن بأنكم سجنتم والدتي الإنسانة الطيبة التي يحبها الجميع.
أخي يبلغ من العمر ثماني سنوات، ويدرس في الصف الثالث من المدرسة الابتدائية، وهو أيضا حزين على وضع أمي. وكان هناك اجتماع لأولياء الأمور، لكنه لم يخبر جدي بذلك، نظرًا لأن المدرسه طلبت منه أن يحضر الاجتماع أحد الوالدين. ولم يستطع الذهاب لحضور الاختبارات إن لم يصطحب معه مدرسًا.لو كانت أمي هنا لاصطحبها.
أخي الآخر صالح يبلغ من العمر عامين ، ويطالب قوات الدرك في السجن بإخراج أمي من خلف الزجاج عندما نقوم بزيارتها في السجن. يا عمّ القاضي أعلم أنك أنت من يمكنه إخراج أمي وليس قوات الدرك. يا عمّ القاضي، في ذلك اليوم كنت حاضرة المحكمة وانتظرنا حتى الليل، لكنها لم تعطنا أمي. أرجوك هلا تعطيها إيانا؟ أمي لم تؤذِ أحدً، ويمكنك سؤال المدرسين إن رغبت. أرسل إليكم تحياتي وأقبل أيديكم”.
من جانبها أوضحت الأم أنها أدرجت الرسالة التي بعثتها ابنتها إلى القضاة ومدعي العموم في الطعن، وأرسلتها إلى الدائرة الرابعة للمحكمة الجنائية، مشيرة إلى أن الرسالة تلخص الألم الذي تعاني منه هي وأولادها وآلاف الأمهات الأخرى.