أنقرة (الزمان التركية) – ذكر محامي سركان جولجا (37 عاما) الذي يعمل لصالح وكالة “ناسا” للفضاء أن أفرادًا تابعين للمخابرات التركية يمارسون ضغوطا على موكِّله للانضمام إليها.
وأفاد جولجا – المعتقل منذ 11 شهرا – خلال الجلسة الأولى أمام الدائرة الثانية للمحكمة الجنائية في هاتاي أنه لولا اعتقاله على خلفية افتراء دنيء لكان حاليا يجلس في مكتبه بوكالة ناسا يواصل أبحاثه كواحد من بين آلاف العلماء والمهندسين الأتراك يعملون على مشروع رحلة بشرية إلى كوكب المريخ.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت جولجا في الثالث والعشرين من يوليو/ تموز الماضي بناء على بلاغ من مجهول أثناء توجهه إلى المطار برفقة زوجته ونجله عقب زيارة أسرية في مدينة هاتاي استمرت نحو شهر، حيث زُعم في البلاغ أن جولجا يعمل لصالح المخابرات الأمريكية وأنه عميل سري لحركة الخدمة.
وفي حديثه خلال الجلسة الأولى لمحاكمته في السابع عشر من أبريل/ نيسان، قال جولجا إن وكالة ناسا تخطط لإرسال أفراد إلى كوكب المريخ في رحلة ستستغرق عامين، وأن معدلات الإصابة بالسرطان في الفضاء مرتفعة بسبب الإشعاعات، مفيدا أن وظيفته تكمن في حساب الإشعاعات الواردة من الفضاء بدقة.
وكان جولجا قد توجه إلى الولايات المتحدة في عام 2003 للحصول على الدكتوراه في الفيزياء ليبدأ العمل لصالح وكالة ناسا بعد انتهائه من الدكتوراه. وخلال الجلسة رفض جولجا الذي حصل على الجنسية الأمريكية في عام 2010 الاتهامات الموجهة إليه بشأن الانتماء لحركة الخدمة.
6لقاءات غير قانونية
أضاف جولجا أنه أثناء اعتقال قوات الشرطة له لم يعثروا على أي شيء داخل منزل والده الذي كان يقيم فيه كضيف خلال زيارته لأسرته، غير أن قوات الشرطة عادت للمنزل مرة أخرى بعد 3 ساعات وقامت باستخراج “دولار واحد” من داخل صندوق ذكريات في غرفة شقيقه، وخلال الجلسة أفاد جولجا أن هذا الدولار ليس ملكا له، بينما رجّح محاميه أن تكون الشرطة هى من وضعته.
من جانبه ذكر محاميه أنه خلال احتجازه 14 يوما تم إجراء 6 لقاءات غير قانونية مع جولجا، بعضها كان في ساعات متأخرة من الليل، مفيدا أنه خلال تلك اللقاءات كانوا يُطالبون موكله بالاعتراف بكل ما يعرفه، ومن ثم مطالبته بالعمل لصالحهم عند ذكره أنه لا يمتلك أية معلومات. وأوضح محاميه أيضا أن الأشخاص الذين أبلغوا موكله بأنهم من المخابرات قالوا له إنه بإمكانه التوجه إلى أي مكان لجمع المعلومات باعتباره يحمل الجنسية الأمريكية.
ولم تخصص مذكرة الاتهام المتعلقة بجولجا والمؤلفة من 35 صفحة سوى صفحة واحدة للحديث عن جولجا، بينما تناولت الصحفات الأخرى من المذكرة تكوين حركة الخدمة.
خبر بصحيفة صباح دليل إدانة
إحدى النقاط الأخرى التي تم إدراجها في مذكرة الاتهام هو تسجيل عدد دخول وخروج جولجا من مطار أتاتورك، وفي تعليق منه على هذا الأمر أفاد جولجا أنه دخل تركيا 14 مرة خلال 13 سنة، متسائلا ما إن كان هناك عدد محدد لمرات الدخول إلى تركيا.
وتضمنت ملحقات مذكرة الادعاء الولوج على خبر لصحيفة صباح بعنوان “ضربة أخرى لحركة الخدمة” عبر حاسب آلي داخل منزله.
المتقدم بالبلاغ: اشتبهت فيه فقط
خلال الجلسة الثانية التي عقدت في السادس والعشرين من مايو الماضي، أدلى المتقدم بالبلاغ إفادته، حيث ذكر أنه شقيق صهر جولجا، وأنه اشتبه في جولجا بعدما سمع نور الدين فاران أثناء لقاء على التلفاز يتحدث عن زرع حركة الخدمة عملاء داخل المخابرات الأمريكية، على حد زعمه، مشيرا إلى تقدمه بالبلاغ لاعتقاده أن جولجا يعمل لصالح المخابرات الأمريكية، نظرا لإقامته خارج تركيا وعمله في الولايات المتحدة.
هذا وأكد المتقدم بالبلاغ أنه لا يمتلك أي دليل إدانة بحق جولجا، قائلاً إنه تقدم بالبلاغ استنادا إلى شكوكه.