قونيا (الزمان التركية) – تسببت حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة التركية بذريعة المحاولة الانقلابية الفاشلة بغية فرض أجندتها على الشعب في حرمان آلاف الأطفال من آبائهم وأمهاتهم.
محمد فرقان هو أحد هؤلاء الأطفال، فالزوجان إسراء وسعاد دورداك كانا يعملان في دار تدريس خاصة بمدينة قونيا، وكان لديهما طفل يُدعى محمد فرقان. ومع إغلاق السلطات التركية دور التدريس بقرارات الطوارئ التعسفية أصبح الزوجان عاطلين عن العمل، مما دفعهما إلى العيش مع أسرهم. وبعد فترة، شرع نظام أردوغان العازم على اعتقال مدرسي كل دور التدريس في مطاردة سعاد دورداك الذي بدأ يختبئ من أجل كسب المال لمعيشة عياله، وإنقاذ نفسه من الاعتقالات العشوائية الجماعية والتعرض للتعذيب في مركز الأمن أو السجن، في ظل الطوارئ. وواصل محمد فرقان ووالدته إسراء دورداك حياتهما قرابة ستة أشهر وهم يشتاقون إليه.
وخلال تلك الفترة عانى فرقان من مشاكل نفسية وبدأ في تلقى العلاج.
بلاغ وحبس
وفي ختام الأشهر الستة تم اعتقال وحبس سعاد دورداك بناء على بلاغ تقدم به شخص ما بحجة استخدام تطبيق بايلوك للمحادثة كتطبيق واتس آب المزعوم بأنه وسيلة الانقلابيين للتواصل فيما بينهم، وبعد أسبوع اعتقلت السلطات زوجته إسراء للسبب نفسه وزُجّ بها داخل السجن في مدينة غير مدينتها. فجأة وبدون أية مقدمات، فقد فرقان والديه معًا. وفي ظل هذه الظروف الصعبة بدأ فرقان الصف الأول من المدرسة الابتدائية وهو مقيم برفقة جدته.
كل شهرين يتنقل الطفل فرقان بين المدن للقاء والديه، وترافقه في هذا جدته نظرا لمرض جده. وعُلم أن فرقان الذي يعتقد أن والديه يمارسان التدريس في سجنهما يتوسل لوالديه في كل لقاء كي يرافقهما.
وتوضح الجدة أنه في كل لقاء يفصل الحراس الطفل عن والديه بالقوة.
هذا وعُلم أنه لا يمكن نقل منزل الثنائي في قونيا بسبب الصعوبات المالية، نظرا لتراكم النفقات الإيجار والكهرباء بالإضافة إلى القروض.