اسطنبول(الزمان التركية)- يختتم زعيم “حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي” المعارض في تركيا كمال كيليتشدار أوغلو الأحد “المسيرة من أجل العدالة” التي يقودها منذ 15 حزيران/يونيو من أنقرة إلى إسطنبول احتجاجا على سجن النائب من حزبه أنيس بربر أوغلو، ويلقي خطابا في تجمع كبير أمام سجن بالقرب من اسطنبول.
وقام كمال كيليتشدار أوغلو (68 عاما) بمسيرة قطع خلالها 450 كيلومترا من العاصمة التركية إلى إسطنبول لإدانة الحكم بالسجن 25 عاما على أنيس بربر أوغلو الذي أدين بنقل معلومات سرية إلى صحيفة “جمهورييت”.
ومن المنتظر مشاركة 1.5 مليون شخص في لقاء العدالة الذي سينطلق بعد قطع المسيرة الثلاثة كيلومترات الأخيرة من المسيرة بين منطقتي دراجوس ومالتبه، حيث سيُعقد اللقاء في تمام الساعة 18:00 بمنطقة مالتبة.
وعلى الصعيد الآخر أدلى كيليتشدار أوغلو بتصريحات في اليوم الأخير من المسيرة انتقد خلالها حزب العدالة والتنمية الحاكم، مفيدا أن العدالة والتنمية هو من دمر العدالة في تركيا، بينما يقدسها الشعب الجمهوري.
وأضاف كيليتشدار أوغلو أن العدالة أقدم قيمة مشتركة للخلق بأسره، وأنها الرسالة التي بُعث بها الرسل كافة، مشيرا إلى ورود العدالة في خطبة الوداع التي ألقاها الرسول ونهج السلطان محمد الفاتح والثورة الفرنسية عام 1789.
هذا وذكر كيليتشدار أوغلو أن الحصن الأكبر في قصر توبكابي هو حصن العدالة، وأنه يمتدح الإدارة العادلة ويعبر عن الاشتياق لها، مستدلا على علو قدر العدالة بالحديث الشريف ” عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة”.
كما دان حزب الشعب الجمهوري في تصريح خطي ” بلدا “تتم إدارته بشكل تعسفي” و”تم تجاوز حدود القانون فيه”. وقال: “حاليا البرلمان في تركيا معطل والبلاد تدار بمراسيم يصدرها أردوغان”. وأشار إلى أن “استقلال القضاء ألغي تماما”.
ولا يرفع كيليتشدار أوغلو أي شعار حزبي في مسيرته ولا يدعو خلالها سوى إلى “العدالة”، قائلا: “لا أريد في هذا التجمع سوى أعلام (تركية) ولافتات تطالب بالعدالة وملصقات لأتاتورك” مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية.
وقد دخل إلى إسطنبول الجمعة وانضم إليه حشد من عشرات الآلاف من المشاركين. وقد استقبل بتصفيق في الشارع ومن النوافذ من قبل عدد كبير من متابعي الموكب.
وينتظر تجمع آلاف الأشخاص بعد ذلك في مالتيبي إحدى مناطق إسطنبول، أمام السجن الذي يمضي فيه أنيس بربر أوغلو عقوبته منذ 14 حزيران/يونيو، في ما يمكن أن يشكل واحدة من أكبر تظاهرات الاحتجاج منذ تلك التي نظمت في 2013 ضد أردوغان.
وطوال رحلته كان كيليتشدار أوغلو يستريح في المساء في بيت متنقل بعد نهار كان يسير فيه بسرعة، كما قال شهود عيان. وقال سيزغين تانريكولو العضو في حزبه إنه “يتمتع بحيوية مدهشة”. وشبه مؤيدون لكيليتشدار أوغلو هذه المبادرة، والتي تحولت إلى مسيرة لآلاف المعارضين للرئيس أردوغان، “بمسيرة الملح” الشهيرة التي قام بها غاندي ضد السلطات البريطانية في الهند.