برلين (الزمان التركية) – كشفت مصادر مطلعة على كواليس السياسة التركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة رجل الأعمال التركي ذي الأصول الإيرانية رضا ضراب المعتقل في أمريكا والقس المسيحي المعتقل في مدينة إزمير غرب تركيا بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وقال السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة أريج س. إيديلمان ومروة طاهر أوغلو أحد باحثي الوقف الأمريكي للدفاع عن الديمقراطية، في مقالاتهما المنشورة في جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تركيا تجري مقايضة مع الإدارة الأمريكية بشأن رجل الأعمال التركي ذي الأصول الإيرانية رضا ضراب المعتقل في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة غسل الأموال والقس المسيحي المعتقل في مدينة إزمير بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وكتبا في المقال: “وفقًا للادعاءات فإن أنقرة وواشنطن تجريان مقايضة بشأن أحد المحكومين”، موضحين أن هذا التفاوض سيكون خطأ حقيقيا يساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انتهاك سيادة القانون.
وتذكر المقالة أن الإدارة الأمريكية اعتقلت رضا ضراب بتهمة غسل الأموال وخرق الحظر التجاري والاقتصادي المفروض على إيران من قبل الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة، مؤكدين أن المباحثات تشمل الإفراج عن القس المسيحي أندرو برونصون المعتقل في مدينة إزمير التركية بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وتطرق المقال إلى اعتقال نائب المدير العام لبنك “خلق” التركي محمد خاقان أتيلا الذي اعتقل مع رجل الأعمال رضا ضراب في الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن المقايضة تشمل التبادل بين هؤلاء.
يذكر أن رضا ضراب المعتقل بتهمة خرق العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الإيراني عبر شبكة تبييض أموال دولية، يعتبر “الصندوق الأسود” للرئيس أردوغان، حيث إنه مطلع على كل أسراره المتعلقة بجرائم فساد والرشوة الدولية، ما يدفعه إلى اللجوء إلى كل الطرق الممكنة لإنقاذه من السجن بأمريكا حتى لا يتمكن من تهم محتملة يعترف بها ضراب خلال عملية محاكمته.
وكان أردوغان استطاع إغلاق ملفات الفساد والرشوة التاريخية التي طفت إلى السطح في عام 2013 والتي طالت أربعة من وزرائه، إلى جانب أفراد من عائلته، بعد تأسيس محاكم “الصلح” الجديدة وإلغاء سابقتها، وإطلاق حملة نفي ونقل وطرد غير مسبوقة في صفوف الأمن والقضاء، وعملية تعيينات جديدة من أنصاره بدلاً عن المطرودين.