قبرص (الزمان التركية) – ألقت قوات الأمن التركية القبض على رئيس هيئة الشؤون الدينية في جمهورية قبرص الشمالية التركية البروفيسور طالب أطالاي في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن السلطات ألقت القبض على البروفيسور طالب أطالاي أثناء زيارة لأصدقائه من كلية الإلهيات/الشريعة، ضمن تحقيقات “الانتماء لحركة الخدمة”، التهمة الجاهزة التي توجهها الحكومة لكل من تريد تصفيته سواء كانت له صلة بالحركة فعلاً أم لا.
وكشفت الأخبار المتداولة على القنوات التليفزيونية أن البروفيسور طالب أطالاي احتجز لمدة ثلاثة أيام في إدارة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن ديار بكر شرق تركيا، ثم أرسل إلى مديرية أمن مرسين جنوب البلاد للتحقيق معه والاستماع لأقواله.
يذكر أن أطالاي يلقي دروسًا بالجامعات التركية.
وذكرت مصادر مطلعة أن النيابة العامة تحقق معه بتهمة استخدام تطبيق بايلوك “ByLock” للمحادثة المزعوم بأنه كان وسيلة تواصل الانقلابيين فيما بينهم.
تقرير المخابرت التركية حول تطبيق بايلوك
ومع أن أردوغان زعم أن تطبيق بايلوك كان “الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين”، و”لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة”، و”لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث”، وكل عمليات الاعتقال والفصل تجري بتهمة استخدام هذا التطبيق وإن لم تكن مشاركة فعلية في محاولة الانقلاب، إلا أن صحيفة “حريت” التركية نشرت في شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي حوارا في افتتاحيتها أجرته مع ديفيد كينز؛ صاحب برنامج وتطبيق بايلوك، حيث أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأن التطبيق نزله حوالي 600 ألف شخص، وهو مفتوح للجميع، وليس مقتصرا على المنتمين إلى حركة الخدمة، كما زعم أردوغان.
ولما جاء يوم 17 من شهر يناير المنصرم نشرت معظم الصحف التركية تقريرا أعدته المخابرات التركية يتناقض مع أطروحات أردوغان حول تطبيق بايلوك. ومع أن التقرير أعد أصلا من أجل الدعاية السوداء ضد الخدمة، وتقديم أدلة جديدة تساند نظرية وقوفها وراء الانقلاب الفاشل، إلا أن “قراءة ما بين السطور” تكشف أن المخابرات التركية تعترف بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع. بمعنى أنها نفت مزاعمها السابقة التي ادعت فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، كما أقرت بأن هذا التطبيق قد بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، التقرير الذي أيد تصريحات صاحب التطبيق وأسقط مزاعم أردوغان.
وحتى لو افترضنا صحة مزاعم أردوغان حول تطبيق بايلوك، فإن جميع عمليات الاعتقال بتهمة استخدامه تعسفية وغير قانونية، ذلك أن هذه المزاعم مصدرها المخابرات التركية التي سبق أن أعلنت بشكل رسمي “أن الوثائق والتقارير الاستخباراتية التي نقدمها لمؤسسات الدولة الأخرى، والتي نعدها بعد تقييم وتفسير الوثائق والمعلومات التي تأتي إلى جهازنا من مصادر مختلفة، لا يمكن استخدامها كأدلة قانونية”.