أنقرة (الزمان التركية) – نشر الكاتب التركي الشهير أحمد نسين مقالا زعم خلاله أن طائرات الإف 16 لم تقصف مبنى البرلمان ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز، وأدرج في مقاله عددا من الصور يوضح من خلالها زرع قنابل داخل البرلمان كجزء من الانقلاب الخيالي.
وجاء مقال نسين على النحو التالي:
لا أتذكر جيدا العام الميلادي الذي توصل خلاله الاتحاد السوفيتي إلى القنبلة النيوترونية. الأديب عزيز نسين نشر مقالا ساخرا على هذا الأمر بقصد انتقاد الاتحاد السوفيتي الذي اخترع القنبلة. في الواقع القنبلة النيوترونية كانت بالنسبة له بمثابة نعمة نادرة، فعند سقوطها يموت الناس ولا تتأثر المباني. عزيز نسين كتب مقالا سخر فيه من هذه النقطة، ممتدحا القنبلة التي ستحافظ على الآثار التاريخية، لكن أوكتاي أكبال أخذ هذه المقالة على محمل الجد واتهم نسين بحب القنابل. وتبادل كلاهما الكتابات لعدة أيام في هذا الصدد.
الاتحاد السوفيتي لم يستخدم هذه القنبلة إلى اليوم وانهار الاتحاد السوفيتي وأعتقد أن القنبلة ظلت القنبلة، لكن هذه القنبلة الرائعة التي لا تلحق أية أضرار بالآثار التاريخية استخدمت ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز. وستتأكدون من هذا الأمر بالصور التي سأنشرها.
صدقوا أو لا تصدقوا الصورة المنشورة بالأعلى هى صورة لغرفة في البرلمان تم قصفها! عندما عرضت هذه الصورة على صديق لي في الصحيفة كان أول تعليق منه عليها “أهذه لقطة من زلزال؟”. نعم، الصورة تبدو وكأنها لقطة من زلزال لأنه لا يوجد غبار على أي من الأشياء التي تظهر فيها. والآن لأطرح الأسئلة العالقة في ذهني وليجب عنها أحد الخبراء:
– أي قنبلة هذه التي لا تحرق القماش؟
– أي قنبلة هذه التي لاتحرق الأثاث الخشبي؟
– أي قنبلة هذه التي لا تسفر عن ثقوب في الأشياء؟
– أي قنبلة هذه التي تمكنكم من حمل المقاعد التي قُصفت وبيعها في سوق الأمتعة؟
– أي قنبلة هذه التي لم تحرك صورة أتاتورك رغم إفسادها تناسق كل الأمتعة داخل المكان؟
– أي قنبلة هذه التي لم تهز راية الجمهورية من مكانها؟
– أي قنبلة هذه التي تغير مواضع الأشياء داخل الغرفة إلى هذا الحد وتخلع بابين أو ثلاثة وتكتفي فقط بفتح الباب الذي يقع على اليسار؟
الصورة الثانية في الأسفل أكثر غرابة. دعوني أوضح أولا أن هذه الغرفة كان ليظهر فيها آثار حروق لو ألقيت فيها قنبلة صوت، لكن لا توجد أية آثار حروق في الصورة.
توجد أسئلة عالقة في ذهني بشأن هذه الغرفة وهى:
– كان الانفجار شديدا لدرجة أنه قام بتحريك الباب من مكانه لكن هيكل الباب لا يزال قائما لتثبيت الباب مرة أخرى.
– الصورة أشبه بلقطة من فيلم كوميدي لعصابات المافيا يقوم خلاله الخارجون من فيلم لمارلون براندو بتفجير الغرفة من ثم الجلوس فيها، فالمقاعد لم تتحرك من مكانها.
– في هذه الغرفة صورة رئيس الوزراء بن علي يلدرم لم تتأثر مثلما حدث مع صورة أتاتورك في الغرفة السابقة. أعتقد أن يلدرم لم يتأثر إلى الآن بالانقلاب، وكأنه يقول للقنبلة إنها لن تحركه من مكانه.
– أسقطت قنبلة على هذه الغرفة لكن أجهزة الحاسب الآلي لم تنفجر! لا أستطع قول شيء في هذا الصدد، سألت أمن الممكن أن أجهزة الحاسب الآلي الخالية من المعلومات لا تنفجر لكن الخبراء لايزالون يبحثون في الأمر!
– يوجد بالغرفة صورة ليلدرم لكن لا أعلم ما إن كانت غرفته الخاصة، لكن الشيء الوحيد الذي لاحظته أن الأرفف متناسقة وتحمل كتبا بطولها. الكتب مجلدة وثقيلة ويبدو أنها أيضا لم تتأثر من الانفجار ولا تزال تنتظر قراءها!
هاتان الصورتان تذكراني بالقنبلة النيوترونية ومقال عزيز نسين. سقطت وفيات لكن الأشياء لا تزال بحالة جيدة.
الصورة الثالثة أكثر غرابة من السابقتين. الصورة ليست لغرفة بل لمكان أشبه بشرفة زجاجية ذات طرفين تربط الداخل بالخارج. يمكننا التميز جيدا بين الداخل والخارج بناء على السقف والمصابيح. للأسف قصف الإرهابيون هذا المكان، لكن هناك معجزة في هذا التفجير ولأجلها يتوجب منح تركيا جائزة في صناعة الأسلحة!
عقلي يقول إنه لابد وأن القنبلة ألقيت بالداخل، لكن هناك لحظات تتوقف فيها عقول غالبيتنا وليس عقلي فقط. عقلي توقف أمام هذه الصورة، فالقنبلة التي أسقطت على هذا المكان بعثرت الزجاج من الداخل إلى الخارج.
سأطلق على هذه القنبلة اسم “قنبلة عبد الرحمن ديليباك” (الكاتب الصحفي المعروف بتوجهاته الإسلامية)، فخلال الأيام الماضية أعلن ديليباك أنهم أنتجوا قنبلة تتجاوز سرعة الضوء. جميعنا بما فيهم أنا صدمنا وانتقدنا ديليباك، لكن يبدو أن هذه القنبلة ألقيت على هذا المكان خلال انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز! حيث دخلت القنبلة التي تتجاوز سرعة الضوء إلى داخل المكان دون تحطيم الزجاج ثم خرجت منه محطّمة هذه المرة ذلك الزجاج، إذ تكشف الصورة أن الأجزاء المنكسرة من الزجاج وقعت في الخارج بدلاً من الداخل!!
ستسألون كيف دخلت القنبلة إلى المكان دون أن تحطم الزجاج وخرجت منه فيما بعد مع تحطيم الزجاج؟! أنا أيضا سألت السؤال نفسه ودرست الأمر. يبدو أنهم وضعوا قوسا مقاوما لسرعة الاحتراق على طرف الصاروخ! فجاءت القنبلة من الخارج لكنها لم تنفجر رغم اصطدامها بالحائط، ثم حطمت الزجاج عند خروجها من الداخل فسقطت أجزاء الزجاج المنكسرة في الطرف الخارجي على عكس المتوقع!! ولهذ لا تزال المصابيح الكهربائية شغالة تعمل، في حين أن المواد الخشبية أو المصنوعة من الألمونيوم تقع خارج المبنى بدلاً من داخله!!
بما أن القنابل التي فجرت مبنى البرلمان لم تكن للانقلابيين كما يزعم، في ضوء الصور التي قدمناها، فهل يمكن أن يكون أردوغان الذي حقق أكبر استفادة من هذا الانقلاب ووصفه بـ”هدية من الله” هو من فجّر مبنى البرلمان؟