(الزمان التركية) – بعد أن أثارت مسيرة العدل التي تزعمها رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو جدلًا واسعًا في الشارع التركي وفي الرأي العام العالمي لما حققته من حشد كبير سيرًا على الأقدام من أنقرة إلى إسطنبول وما تبعها من حشد شعبي في إسطنبول، بدأ القلق يظهر على حزب العدالة والتنمية الحاكم مكشرًا عن أنيابه في وجه المعارضة.
فقد أعلن رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان استهدافه لزعيم المعارضة كيليتشدار أوغلو في تهديداتٍ صريحة، قائلًا: “هذا الشخص الذي يهدد الأمة والدولة التركية، عليه أن يعرف جيدًا أنه سيكون عاجزًا عن النزول إلى الشارع مرة أخرى، إذا ما ارتكب هذا الخطأ”.
جاء ذلك في كلمة أردوغان أثناء افتتاح مؤتمر “لغة الميادين” الذي نظمه حزب العدالة والتنمية في مقره الرئيسي، بالتزامن مع التعريف بكتاب جديد حمل عنوان “تحليل روح الإرادة الوطنية في 15 يوليو/ تموز”.
ووجه أردوغان تهديدًا صريحًا لزعيم أكبر أحزاب المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، قائلًا: “هذا الشخص الذي يهدد الأمة والدول التركية، عليه أن يعرف جيدًا أنه سيكون عاجزًا عن النزول إلى الشارع مرة أخرى. إن العدالة التي يبحث عنها في الشوارع تطلق عليه الانتقام. وسيكون نهاية ذلك التخريب”.
وقال أردوغان إنه يسأل الله أن يهلك من يجرون البلاد إلى هذه الكارثة (مشيرًا إلى المعارضة).
وردًا على النجاح الذي حققته مسيرة العدل للمعارضة في الحشد الهائل في مسيرتها من أنقرة إلى إسطنبول وفي تجمعها في إسطنبول، حاول أردوغان استعطاف الرأي العام التركي من خلال الحديث عن شهداء محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز واللعب على الجانب العاطفي لدى الشعب تجاه الشهداء، قائلًا: “بالنسبة لنا الشهداء لا يموتون. وما علينا إلا إحياء ذكرى شهدائنا الأعزاء. لذلك شيدنا نصبا تذكارية في أنقرة وإسطنبول. وسنقوم بافتتاح هذه النصب التذكارية في الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب (15 يوليو/ تموز الجاري)، وسنقوم بتشييد نصب جديد أمام البرلمان، وآخر أمام اتحاد الغرف التجارية والبورصات في مرمريس. وأدعو الأمة كلها لحضور الافتتاح”.
وأكد أردوغان أن من لا يفهمون حقيقة 15 يوليو/ تموز في غفلة من أمرهم، موضحًا أن أحداث 15 يوليو/ تموز أصبحت من أهم رموز تاريخ الأمة التركية.
وأشار إلى مسيرة العدل والقائمين عليها وعلى رأسهم كيليتشدار أوغلو، موضحًا أنهم بطلبهم هذا وبحثهم عن العدالة من خلال مسيرة العدل والمؤتمر الجماهيري الذي عقد في ميدان مالتبه في إسطنبول لا يفهمون حقيقة انقلاب 15 يوليو/ تموز، على حد تعبيره.
واتهم أردوغان كيليتشدار أوغلو بالسير كتفًا لكتف مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي(PKK)، قائلًا: “كيف لهم أن يسيروا كتفًا بكتف بجانب تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي؟ كيف يمكن لهم أن أن يدخلوا في تعاون مع التنظيمات اليسارية والمتشددة مثل داعش ويفتحوا أحضانهم لكل من أهان أمتهم ودولتهم”.
وزعم أردوغان أن المعارضة نظمت مسيرتها من أنقرة إلى إسطنبول وسط حماية تأمين من الحكومة التركية، قائلًا: “لقد نظموا مسيرتهم من أنقرة إلى إسطنبول في حماية وتأمين حكومتنا. ولكنهم لا يخجلون وينقلون أشياء لا أساس لها من الصحة إلى الغرب”.
وفيما يتعلق بحالة الطوارئ قال أردوغان: “إن من يدعون لرفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين في غفلة عن أحداث 15 يوليو/ تموز. أنا أخاطب الداعمين لحزب الشعب الجمهوري: هل أنتم مع المصفقين لمسيرة العدل من أنصار حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل؟ أذكرهم أن المرء يحشر مع من يحب. ألا يجب إعادة التفكير بعدما رأوا جميع مهاجمي الوطن يقفون بجانب حزب الشعب الجمهوري؟”.
وزعم أردوغان أن حكومة حزب العدالة والتنمية تجري مذكرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وفقًا لشروطها الخاصة، وقال: “إن المشكلة ليست سوريا أو العراق أو ليبيا أو قطر أو جماعة فتح الله كولن أو حزب العمال الكردستاني. وإنما المشكلة هي تركيا نفسها؛ لذلك أسأل الله أن يلهم من شاركوا في المسيرة من أنقرة لإسطنبول رافعين اللافتات العقل والإحسان. سنواصل مقاومتنا، وستستمر فعاليات وأنشطة إحياء ذكرى 15 يوليو/ تموز حتى 24 من الشهر الجاري. وأدعو الجميع للمشاركة فيها من كل قلبي”.