(الزمان التركية)- ندّد الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة ويتهمه النظام التركي بأنه العقل المدبّر لمحاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو 2016، الجمعة بـ”الانقلاب الحقير” وكذلك بالحملة التي يشنها النظام ضد معارضيه.
وندّد غولن، في بيان ايضاً “بالاضطهاد غير المسبوق” ضد حركته “حزمت” (خدمة باللغة التركية).
وتابع غولن :”للأسف، في أعقاب هذه المأساة تم الحاق الاذى بكثير من الابرياء. فقد تم تسريحهم بشكل غير شرعي وتوقيفهم وسجنهم وحتى تعذيبهم. وكلّ ذلك بأمر الحكومة”.
واتهم الداعية أيضاً “الحكومة بشن حملة مطاردة من أجل القضاء على أي شخص يعتبر خائنا للرئيس اردوغان ونظامه”.
وتم تسريح اكثر من سبعة الاف ضابط شرطة وجندي وموظف حكومي في تركيا بموجب مرسوم جديد صدر الجمعة في اطار حالة الطوارئ المعمول بها منذ الانقلاب الفاشل قبل عام، وفق ما اعلنت وكالة انباء الاناضول الحكومية.
وتم تسريح 7563 شخصا في اطار موجة التطهير الجديدة هذه، حسب الوكالة التي أضافت أن السلطات أحالت أيضا 342 عسكريا على التقاعد.
قال السفير التركي لدى الولايات المتحدة يوم الجمعة إن على السلطات الأميركية البحث في أي اتصالات تم اعتراضها لغولن للحصول على أدلة تدعم اتهام تركيا لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة بأنه دبر محاولة انقلاب العام الماضي.
وفي مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء بعد مرور عام على محاولة الانقلاب، أعرب السفير سردار كيليج عن خيبة أمله إزاء الرد الأميركي على طلب تسليم غولن وحث واشنطن على استخدام قدراتها على جمع المعلومات للمساعدة في إثبات الاتهامات التي توجهها أنقرة ضده.
وقال في مقر السفارة التركية “عليهم مساعدتنا في هذا الصدد. ليس لدينا جهاز مخابرات وطنية في الولايات المتحدة”.
وفي مؤتمر صحفي يوم الجمعة بعد المقابلة قال كيليج إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع طلب تركيا تسليم كولن “بجدية أكبر” من باراك أوباما سلف ترامب لكنه لم يخض في تفاصيل.
وقال كيليج إن الولايات المتحدة لم تعط أي إشارة عن متى ستقرر ما ستفعله مع غولن.
واستشهد كيليج باعترافات بعض المتآمرين المزعومين في محاولة الانقلاب وزيارات قال إنهم قاموا بها لغولن في بنسلفانيا قبل أيام من الانقلاب الفاشل كدليل على أن رجل الدين البالغ من العمر 79 عاما كان وراء الانقلاب الذي قتل فيه ما يربو على 240 شخصا.
لكن كيليج أقر بأن العثور على أدلة ملموسة أكثر على التورط المباشر لغولن، الذي يعيش في منفى اختياري منذ عام 1999، لا يزال بعيد المنال.
وقال كيليج “إذا كنت تطلب تعليمات مكتوبة من فتح الله غولن لأعضاء منظمة فتح الله غولن الإرهابية في الجيش فإن ذلك سيكون طلبا دون جدوى” مضيفا أن التخطيط جرى سرا.
وقال ألب أصلان دوغان المستشار الإعلامي لغولن إن رجل الدين لا يملك هاتفا محمولا وإن الهاتف الأرضي في المجمع الذي يعيش فيه يرد عليه العاملون وإنه لا يستخدم البريد الإلكتروني مما يشير إلى أن أي محاولة للتفتيش في اتصالات غولن قد لا تحقق شيئا يذكر.
وأضاف أيضا أنه لا يرى أي مؤشرات على أن إدارة ترامب تعطي قضية تسليم غولن أولوية أكبر.
وقال إن اعترافات مدبري الانقلاب التي تشير بأصابع الاتهام إلى غولن محل شك نظرا لوجود اتهامات بأن شهادتهم “تم الحصول عليها بالإكراه وفي بعض الأحيان تحت التعذيب”.
ونفت أنقرة مرارا الاتهامات وتقول إن هناك حاجة إلى موقف أمني قوي للتصدي للأخطار التي تواجهها أيضا بسبب المسلحين الأكراد فضلا عن الحرب في سوريا والعراق.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مايو/أيار إنه سيسعى إلى “إنهاء” عملية تسليم غولن وشن أيضا حملة على أتباعه بعد محاولة الانقلاب.
وقال كيليج للصحفيين يوم الجمعة إن المسؤولين الأميركيين طلبوا مزيدا من الأدلة بالإضافة إلى 84 صندوقا من الوثائق قدمت بالفعل مشيرا إلى أن تركيا تعمل على الاستجابة.
وأضاف أن تركيا في الوقت نفسه تريد من الولايات المتحدة أن تقيد حرية حركة غولن.
وقال أصلان دوغان إن الدعوة إلى فرض مثل هذه القيود على كولن تأتي في إطار “حملة مضايقات” تقوم بها الحكومة التركية.
وفي فبراير/شباط بدت آفاق تسليم الولايات المتحدة لغولن قاتمة عندما استقال مايكل فلين مستشار ترامب السابق للأمن القومي بسبب عدم كشفه عن اتصالاته مع روسيا.
وقال كيليج إنه اجتمع مع فلين، الذي كان يتحدث علانية عن تأييده لتسليم غولن، مرتين ووصفه بأنه مثالي وتمنى لو أن فلين لا يزال يشغل منصبه.