(الزمان التركية)- لم يفلح الرئيس التركي أردوغان في إقناع الدول الغربية بروايته الساذجة عن الانقلاب الفاشل الذي حدث ليلة 15 إلى 16 يوليو/تموز 2016، ولم تعر هذه الدول اهتماما يذكر لخطبه الرنانة عن هذا الموضوع، لذلك واصل اليوم السبت اتهام هذه الدول بالنفاق وازدواجية المعايير إزاء هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وشدد أردوغان في مقال كتبه لصحيفة “غارديان” البريطانية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب، على أن هذه الأحداث تشكل نقطة تحول في تاريخ الديمقراطيات، مؤكدا مرة أخرى خيبة أمل بلاده من موقف العديد من الدول الغربية حيال محاولة إسقاط الحكومة التركية الشرعية.
واتهم الرئيس حلفاء أنقرة الغربيين بخيانة الشعب التركي، مضيفا أنهم فضلوا النأي بأنفسهم وانتهاج استراتيجية “انتظر وشاهد”، مما يثير انزعاجا شديدا لدى الشعب التركي، على حد قوله.
واستطرد أردوغان قائلا إن انتقاد هذه الدول للإجراءات التي تتخذها حكومة أنقرة بحق أنصار منظمة فتح الله غولن “يضع علامات استفهام بخصوص دعم الغرب للديمقراطية والأمن في تركيا”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن العديد من قيادات منظمة غولن حصلوا على ملجأ في الدول الغربية التي تقول إنها حليفة وصديقة لأنقرة، مشددا على ضرورة “أن يختار قادة تلك الدول بين الفوز باحترام الشعب التركي من جديد، أو الوقوف إلى جانب الإرهابيين”، على حد قوله.
وطالب أردوغان من جديد بتسليم فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة ومؤيديه إلى تركيا، مشددا على أن ذلك “يشكل أهمية بالنسبة لتركيا وجميع ديمقراطيات العالم على وجه العموم”، وقال:”ليس هناك أي مبرر لخيانة صداقة تركيا بشكل لا يليق بالقيم الأساسية وبعلاقاتها الثنائية مع الدول الغربية”.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين أنقرة والدول الغربية ساءت بشكل ملحوظ على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي، إذ وجهت هذه الدول إلى السلطات التركية انتقادات كثيرة بشأن الإجراءات العقابية التي اتخذتها أنقرة ضد الانقلابيين والتي طالت نحو 170 ألف شخص، بينهم مسؤولون حكوميون وعسكريون رفيعو المستوى، يشتبه في تورطهم في هذه الأحداث، وذلك في وقت لم تلب واشنطن المطالب المتكررة من قبل أنقرة بتسليم غولن.
جدير بالذكر أن السلطات التركية تتهم حركة غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف شهر يوليو العام الماضي والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 مواطنا تركيا فيما نفت الحركة أي علاقة لها بالانقلاب كما دعا الأستاذ غولن لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات الانقلاب و أعلن استعداده لتسليم نفسه للسلطات التركية حال إثبات وقوفه وراء الانقلاب .