إسطنبول (الزمان التركية) – بمناسبةالذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز / يوليو من العام الماضي، ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان كلمة أمام الملايين من الشعب أثار خلالها الكراهية والعداء للمنتسبين إلى حركة الخدمة ووصفهم بـ”الإرهابيين” الذين يجب قطع رؤوسهم، على حد قوله.
وفي الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات مع الضباط والقادة العسكريين وشخصيات مدنية في المحاكم التركية،أصدر أردوغان حكمه على هؤلاء المتهمين وأعلن أردوغان صراحة موقفه منهم، وقال لا بد من قطع رؤوسهم،وفرض زي موحد عليهم كما هي الحال في معتقل غوانتانامو الأمريكي عند عرضهم على المحكمة.
كما أجاب أردوغان على نداء بعض المواطنين الأتراك المطالبين بالإعدام، حيث قال إنه مستعد للتصديق على قانون الإعدام حال الموافقة عليه في البرلمان التركي،متحديا بذلك الاتحاد الأوروبي الذي أعلن صراحة قطع العلاقات حال تنفيذ تركيا الإعدام.
هذا وهاجم الرئيس أردوغان زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو أيضًا واتهمه بالوقوف مع الإرهابيين والانقلابيين وسط صيحات الاحتجاجات من مؤيديه.
وقال أردوغان عن كيليتشدار أوغلو: “لا يزال يواصل الحديث، ويقول إنه انقلاب تم تحت سيطرة من الحكومة. ولكن هناك من يشنّ حملات لهدم دولتنا، حيث أسقطوا 250 شهيدا من إخوتنا في تلك الليلة. ومع ذلك يواصل قوله إن الانقلاب تم تحت علم وسيطرة الحكومة”.
وأكد أردوغان أن الأعداء يقفون على أبواب تركيا، قائلًا: “إن الأعداء يقفون على الأبواب ينتظرون أن يسلبونا حق الحياة ولو ليومٍ واحد، لو كنا ضعافا. وإن سردنا أسماءهم واحدا تلو الآخر، ستجدون أننا أمام أزمة عالمية خطيرة جدًا”.
وسبق أن قال أردوغان في هذا الصدد إن أفراد الشعب التركي هم من يتولون معاقبة المعتقلين من أبناء حركة الخدمة حتى ولو أصدرت المحاكم قرارات براءة بحقهم وأفرجت عنهم، الأمر الذي يشكل تهديدًا صارخًا للمعين العامين والقضاة من جانب، وتحريضًا للمواطنين على حركة الخدمة التي يزعم أردوغان أنها تقف وراء الانقلاب الفاشل من دون تقديم أي دليل على هذه المدعى.
هذا وقد أحدثت كلمات الكراهية التي كررها الرئيس التركي على المنصة صدى واسعًا في الشارع التركي، حيث صرحت ليلة أمس إحدى السيدات أنه لا تريد مفارقة الحياة قبل أن تقتل بيدها 5 من أفراد الخدمة، وإذا لم تقدر على ذلك فإنها ستفارق الحياة وعينيها مفتوحتان.
كما لوحظت خلال المسيرات الحاشدة التي شهدتها تركيا ليلة أمس لافتات تطالب بالإعدام والقتل والشنق وغيرها من اللافتات المتكتوبة عليها عبارات الكراهية والانتقامعلى غرار شعارات الدواعش في الأراضي السورية والعراقية.
جدير بالذكر أن السلطات التركية تتهم “حركة غولن” بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة فيما تنفي الحركة أي علاقة لها بالانقلاب، كما دعا الأستاذ فتح الله غولن لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات الانقلاب وأعلن استعداده لتسليم نفسه للسلطات التركية في حال إثبات وقوفه وراء الانقلاب، الطلب الذي لم يلق أي صدى إيجابي لدى أردوغان.
يشار إلى أن المعارضة التركية تصف أحداث 15 تموز بـ”الانقلاب تحت سيطرة أردوغان”، الرأي الذي أيدته تقارير استخبارية دولية صدرت من الاتحاد الأوروبي والمخابرات البريطانية والألمانية، كما أن أردوغان كان نعت محاولة الانقلاب بـ”هدية من الله”، وأكد أنها فرصة كبيرة لتصفية المؤسسة العسكرية من العناصر التي لا يرغب فيها.
كما سبق أن اعترف أردوغان في حوار مع قناة الجزيرة بأن الأجواء التي أتت بها محاولة الانقلاب مكنته من إطلاق حركة التصيفة الشاملة في كل مؤسسات الدولة وأنه لم يكن بإمكانه القيام بذلك قبل هذه المحاولة، نظرًا لصعوبة إقناع أركان الدولة والشارع التركي بضرورة مثل هذه العملية.