(الزمان التركية) – مر عام على محاولة الانقلاب الفاشلة الذي شهدته تركيا، وخلال هذا العام وصلت حملة قمع الكتاب والصحفيين إلى ذروتها إذ تعتقل السلطات التركية حوالي ثلث الصحفيين المعتقلين في العالم كله ، حسبما ذكرت لجنة حماية الصحفيين في إحصائها السنوي للصحفيين السجناء في العالم.
و تعتقل السلطات التركية 81 صحفياً على الأقل بسبب عملهم، وذلك في وسط حملة القمع الجارية والتي تسارعت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو/ تموز، وهذا العدد هو أعلى عدد تسجله أي دولة في أي وقت من الأوقات، حسب سجلات لجنة حماية الصحفيين. ووجهت السلطات التركية لكل من هؤلاء الصحفيين السجناء – إضافة إلى عشرات الصحفيين المحتجزين الآخرين الذين لم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التأكد من أن اعتقالهم مرتبط بعملهم – اتهامات بمزاولة أنشطة مناهضة للحكومة.
وبلغ مجموع الصحفيين السجناء في العالم 259 صحفياً في يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول 2016، مقارنة مع 199 صحفياً سجيناً في العالم في عام 2015. وبلغ الرقم القياسي العالمي السابق 232 صحفياً سجيناً في عام 2012.
اعتقال الكتاب والصحفيين في تركيا
عقب هذا التحرك، قامتالسلطات التركية ببحملات واسعة من الاعتقالات لكل الأطياف، وصلت لاعتقال العديد من الكتاب والصحفيين، من بينهم الكاتبة التركية أصلى أردوغان، بسبب تعاونها مع صحيفة “أوزغور غونديم” المعارضة المقربة من الأكراد، وانخراطها فى الدفاع عن الأقليات، مع 20 صحفيًا للسبب ذاته، وواجهت عقوبة السجن المؤبد.
أورهان باموك الحائز على نوبل: تركيا تشهد حكم الإرهاب
الكاتب التركى أورهان باموك، الفائز بجائزة نوبل، وصف حملات الاعتقال وما تشهده تركيا بـ”حكم الإرهاب”، لكل من يتحدث بحرية وينتقد الحكومة ولو بشكل طفيف، وراء القضبان، واصفًا ذلك بعملية القمع التى تحركها “كراهية متوحشة”.
أما الكاتبة أصلى أردوغان فقامت حينذاك بإرسال نداء استغاثة من سجنها إلى القادة الأوروبيين للتنديد بما يحدث فى تركيا.
وعلى الرغم من أن محكمة فى إسطنبول أمرت بالإفراج تحت رقابة قضائية عن الروائية التركية أصلى أردوغان والكاتبة واللغوية نجمية الباى اللتين تم محاكمتهما بتهمة الانتماء إلى “منظمة إرهابية”، إلا أن لهذه التجربة وقع أكبر.
ولأن الحديث عن أمر يختلف تمامًا عن معايشته، فإن أصلى أردوغان التى كانت تناضل وتدافع عن حقوق الأقليات، أصبحت الآن بعد الإفراج عنها، تعيش حالة أصعب، فلا شيء أصعب على الكاتب أن يكتب، ويخاف مما يكتبه.
أصلى أردوغان، قالت من قبل عقب الإفراج عنها في ديسمبر الماضي، لوسائل الإعلام، ومن بينهما فرانس 24، أنها عقب إطلاق سراحها بدأت بكتابة قصة تدور إحدى فصولها داخل سجن، مضيفة: “كنت غير قادرة على الكتابة لأننى لم أعش التجربة كاملة، وكنت أبحث عن أبسط التفاصيل، لقد جاءتني تجربة السجن لتجيب عن أسئلتي”.
أول هذه الأسئلة التي تتعلق بالكاتبة أصلى أردوغان، بدأ من لحظة الاعتقال، حينما فتحت باب ضقتها فوجدت سلاحًا موجهًا إلى صدرها، تقول: “كانوا ملثمين واقتحموا الشقة، اكتشفت بعدها أنهم حاصروا العمارة ووضعوا قناصة على الأسطح”.
أصلى أردوغان: كتبت عن السجن وأخاف من العودة إليه
خرجت أصلى أردوغان من السجن، مثل غيرها ممن أعلن عنهم سواءً كانوا كتابًا أو صحفيين، لكن أصلى أدروغان، لفتت الأنظار إلى أمر مهم، ربما لا يدركه إلا من هو في مثل حالتها، فعلى الرغم من أنها شهدت تجربة الاعتقال، وأجاب السجن على العديد من علامة الاستفهام لديها، إلا أنه حينما أصبح الأمر أمام عينيها، وبإمكانها الكتابة، وكتبت بالفعل، لم تجرؤ على نشر ما أردات قوله.
أصلى أردوغان: السجن سيخيم على كتاباتى القادمة
الخوف.. هو أكبر سلاح يواجه الإنسان، مهما كان دينه وجنسه وانتمائه، تقول أصلى أردوغان: بالطبع أنا خائفة من العودة إلى السجن، الكابوس قد يستأنف في أي لحظة، عملى الأدبى مستوحى إلى حد كبير من صدماتي الماضية، أعتقد أن كل كتاباتى بعد اليوم سيخيم عليها طيف السجن.