برلين (الزمان التركية)- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن وزير الخارجية زيغمار غابرييل أوقف عطلته الصيفية من أجل البحث في موضوع احتجاز تركيا لمواطن ألماني.
ونقلا عن المتحدث نفسه، فإن وزير الخارجية الألماني طالب تركيا بالإفراج الفوري عن الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويدنر.
مضيفا أنه سيستدعي السفير التركي لإبلاغه احتجاج برلين على اعتقال الناشط الحقوقي.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أدانت اعتقال السلطات التركية ستة من نشطاء حقوق الإنسان وبينهم مواطن ألماني وتعهدت بالعمل على إطلاق سراحه.
واعتقلت تركيا الألماني بيتر شتويدنر ونشطاء آخرين في وقت سابق من يوليو وهم يحضرون ورشة عمل قرب إسطنبول عن الأمن الرقمي.
وفي تصريحات غير مقررة سلفا خلال حفل رياضي قالت ميركل إن القبض على شتويدنر ليس له أي مبرر على الإطلاق.
وأضافت “نعلن تضامننا معه ومع غيره المحتجزين… ستقوم الحكومة الألمانية بكل ما تستطيع على كل المستويات لضمان إطلاق سراحه”.
وأفاد رئيس مكتب المنظمة في أوروبا وآسيا الوسطى جون دالهوسين أن حبس السلطات التركية لستة أفراد من بينهم مدير مكتب المنظمة في تركيا إيدل أسر يعكس وضع العدالة وحقوق الإنسان في تركيا.
وكانت الدائرة العاشرة لمحكمة الصلح والجزاء في إسطنبول قد قضت بحبس ستة من أصل 10 مدافعين عن حقوق الإنسان تم اعتقالهم قبل نحو أسبوعين عقب اجتماعهم في الجزيرة الكبرى بمدينة إسطنبول ونُقلوا إلى محكمة إسطنبول، بينما تم إخلاء سبيل الآخرين الأربعة مع إخضاعهم للرقابة القضائية.
من جانبه أوضح دالهوسين أن الاجتماع الذي اعتقل خلاله الحقوقيون هو أحد الاجتماعات الروتينية للمنظمة وأن التهم الموجهة إلى إيدل أسر تتمثل في الفعاليات الروتينية للمنظمة، مشيرا إلى اتهام أسر بحملات أطلقتها المنظمة قبل انضمامها لها. وأضاف دالهوسين أن أسر متهمة بدعم اتحاد جبهة الحزب الشعبي الثورياليسارية بسبب حملة أجرتها المنظمة تدعو لعدم منح تركيا غاز الفلفل خلال أحداث حديقة “جيزي” بإسطنبول، بالإضافة إلى دعمه انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز ودعم الإرهابيين الأكراد الانفصاليين.
تركيا ليست مصدر استقرار في المنطقة
وفي حديثه عن وضع تركيا ذكر دالهوسين أن تركيا تشن حملة تطهير كبيرة عقب المحاولة الانقلابية، مشيرا إلى استهداف الصحف التركية للحقوقيين عقب اعتقالهم. وأضاف دالهوسين أن الإعلام التركي بات يتولى المحاكمة بينما يقوم القضاء بالتنفيذ، مؤكدا أن الأمر ليس هجوما على المعارضين في تركيا بل على تركيا نفسها، وأن السلطات تظهر المعارضين كأعداء للشعب.
وشدد دالهوسين أن الجميع بات يعلم أنه يتم تحويل تركيا إلى نظام استبدادي لكن لم يقدم أحد على اتخاذ خطوات رادعة قائلا: “تمتلك العديد من الدول مصالح في تركيا وخصوصا في قضايا الهجرة والحرب السورية والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. كل هذه الأمور مصالح ضخمة، لكنها كانت ترتكز على افتراضية أن تركيا دولة وقورة. لم تعد تركيا دولة وقورة ولم تعد مصدر استقرار في المنطقة. بات على الجميع أن يظهروا لتركيا أنها تجاوزت الخطوط الحمراء”.
وعلى الصعيد الآخر أفادت مديرة مكتب المنظمة في لندن كيت إلين أن إيدل أسر تؤدي الوظيفة نفسها التي تؤديها هى، مشيرة إلى أنه من الحماقة اتهامها بالإرهاب بسبب وظيفتها، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على أسر. ووصفت إلين اعتقال أسر بسبب نضالها من أجل حقوق الإنسان بالسخافة، معلنة أن كل مدراء المنظمة حول العالم سينظمون اعتبارا من اليوم حملة من أجل تركيا. وصرحت إلين أن الوقت قد حان كي تستيقط الحكومة البريطانية وتتخذ إجراءات بهذا الصدد، مشددة على أن هذا الأمر ينطبق أيضا على العالم بأسره.