أنقرة (الزمان التركية) – في كلمته خلال مؤتمر التعليم العالي في العالم الإسلامي كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأرقام عدم استثمار العالم الإسلامي في التعليم بالقدر الكافي، حيث أوضح أردوغان أن 55 في المئة من العالم الإسلامي يعاني من الأمية.
وأفاد أردوغان أن الكتب السماوية تنص على أن المسلمين إخوة، غير أنه مؤخرا أقيمت حواجز وجدران بين الدول الإسلامية قائلا: “في نهاية الأسبوع كنت في زيارة إلى السعودية والكويت وقطر. لماذا هذه الأزمة بين ثلاث دول شقيقة؟ هذا الأمر يحزننا كثيرا. أكان يتوجب علينا السقوط في هذا الوضع؟ ألا يمكننا حل هذه الأزمة عن طريق الحوار. لماذا يأمرنا الله تعالى في القرآن بالشورى؟ الشورى في كافة أمورنا”.
وعلى الصعيد الآخر وصف أردوغان إزالة إسرائيل للحواجز المعدنية بالخطوة الإيجابية لكنها غير كافية، مؤكدا أنه لا يمكن قبول إغلاق أبواب المسجد الأقصى في وجه القادمين لأداء صلاة الجمعة بداخله. وشدد على أنه ليس بالإمكان إغلاق أبواب الأقصى في وجه مسلمي العالم، وأنه يتوجب على إسرائيل احترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى إبلاغه الرئيس الإسرائيلي بهذا الأمر خلال لقائه معه.
وذكر أردوغان أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بضرورة إلقاء ثقلهم في هذه القضية بصفته رئيس جمهورية.
هذا وأعلن أردوغان أنهم ينفذون ما تمليه عليهم الدبلوماسية الدولية في تباحثه مع الجانب الإسرائيلي، مفيدا أنه من المفيد تذكير الإدارة الإسرائيلية أنه في حال رغبتها العيش في سلام فإنه يتوجب عليها تجنب السياسة التي قد تدفعها والمنطقة إلى حلقة نارية عوضا عن تهديد الآخرين.
وفي هذا السياق كشفت مجلة “تلغرام” الفرنسية، تسلم أردوغان في مطلع شهر حزيران/يونيو العام الماضي، في خضم الجدل الدائر ضمن احتفال صاخب شهادة الدكتوراه الفخرية الـ 44 من جامعة ماكيريريه في كامبالا العاصمة الأوغندية، التي حل ضيفاً عليها، وقد أثارت هذه الشراهة المرضية لديه سخرية معارضيه الذين شككوا بصحة شهادته الجامعية.
وبحسب السيرة الذاتية فأردوغان قد تخرج العام 1981، بعد دراسة لأربعة أعوام في كلية العلوم الاقتصادية والإدارية من جامعة مرمرة، في أعقاب فترة تدريب مهني أجراه في مدرسة دينية، يبدي فخره الخاص في الانتساب إليها.
ورفض أردوغان المعتاد على أن يكون موضع جدل الانتقادات بشأن شهادته الجامعية في خطاب ألقاه، في نهاية عطلة هذا الأسبوع، أمام خريجين من الجامعة نفسها بقوله: إن “أعمالنا تحكي عن نفسها”.
هذا وقد ردت السلطات الانتخابية في دولة يتحكم فيها أردوغان بجميع الإدارات، وفق قول المجلة، شكوى تقدم بها مدعٍ عام سابق، يرأس حالياً جمعية للقضاة إلى النائب العام في أنقرة والمجلس الأعلى للانتخابات يطالب من خلالها بتجريد أردوغان من تفويضه، معتبرا أن انعدام الشهادة ينزع تلقائياً أهليته للرئاسة، كما طرح فكرة أن يكون الرئيس قد لجأ إلى تزوير شهادته كي يتمكن من الوصول إلى السلطة.
بينما تساءلت مجلة “ماريان” الفرنسية تحت عنوان (استعار الجدل في تركيا حول شهادة مزورة مزعومة لأردوغان) هل يمكن عزل أردوغان قريباً من منصبه؟ على خلفية الجدل الذي فجرته رابطة رؤساء جامعات تركيا في أن أردوغان لا يحمل شهادة جامعية عليا، الأمر الذي يجعله من الناحية النظرية غير مؤهل.
وتؤكد الجمعية المذكورة في بيان لها، أن أردوغان لم يحصل سوى على شهادة (premier cycle) أي دراسة عامين أو ثلاثة أعوام بعد شهادة الثانوية في مؤسسة تم إلحاقها بجامعة مرمرة بعد دراسة الرئيس فيها، بينما لم يتم افتتاح كلية الاقتصاد في جامعة مرمرة سوى في العام 1982، أي بعد عام من نهاية دراسة أردوغان.