أنقرة (زمان التركية) – دخلت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران حيز التنفيذ اعتباراً من أمس الثلاثاء.
وتستهدف العقوبات الأمريكية تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كتجارة المعادن والفحم والبرمجيات المرتبطة بالصناعة، وغيرها من التعاملات، وتستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري.
والمرحلة الثانية من عقوبات الولايات المتحدة التي ستبدأ في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني2018 تستهدف البلدان التي تستورد النفط من إيران، علمًا أن تركيا تستورد 30% من حاجتها النفطية من إيران.
واعتبارًا من موعد فرض الحزمة الثانية من العقوبات على إيران، ستخضع المؤسسة الوطنية الإيرانية للبترول وشركة النفط الإيرانية والشركة الوطنية للناقلات لقيود دولية، إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية على بيع البترول والمنتجات من إيران التي تعتمد إلى حد كبير على النفط.
ووفقاً لشركة البترول الوطنية الإيرانية، فإن إيران لديها حوالي 150 مليار برميل من احتياطي النفط الخام و33.5 تريليون متر مكعب من احتياطي الغاز الطبيعي.
وتعد إيران هي رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد كندا، وترسل الآن نصف صادراتها من النفط الخام إلى الصين والهند، و 25% إلى الدول الأوروبية وكوريا الجنوبية واليابان بمتوسط قدره 200 مليون برميل في اليوم. لكن من المتوقع أن تنخفض صادرات النفط الإيرانية بمقدار 500 ألف برميل في اليوم في المرحلة الأولى بسبب العقوبات الأمريكية.
ويؤكد خبراء محليون ودوليون أن الشركات التركية سوف تكون حذرة بشأن شراء منتجات الطاقة من إيران بعد قرار الحظر الأمريكي. كما ينوهون إلى أن الأساليب الملتوية التي كانت تستخدمها تركيا من قبلُ في التجارة مع إيران عبر شخصيات مثل رجل الأعمال التركي الإيراني الأصل رضا ضراب وزعيمه في إيران الملياردير باباك زنجاني من الصعوب بمكان تطبيقها هذه المرة، وذلك لأنه في حال ثبوت شراء أي شركة تركية النفط من إيران فإنها ستتعرض للعقوبات الأمريكية فورًا.
وزير الطاقة في تركيا، أن واردات الغاز من إيران لن تنقطع، وذلك رغم بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران، منذ أمس الثلاثاء.
من جانبه، أكد وزير الطاقة التركي فاتح دونميز، في لقاء مع التلفزيون الحكومي، اليوم الأربعاء أن بلاده ستواصل تلبية احتياجاتها من الغاز عبر إيران، وقال: “ستواصل تركيا شراء الغاز الطبيعي من إيران وفقًا لصفقة شراء طويلة الأجل بين البلدين، والتي تقضي بشراء 9.5 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2026”.
كما لفت دونميز إلى أن العقوبات الأمريكية على إيران تختص بالجانب الأمريكي مشددا أن الاتحاد الأوربي منزعج من العقوبات الأمريكية على إيران. وأكد الوزير أن بلاده تقوم بتجارة شرعية مع إيران.
من ناحية أخرى، قالت تقارير إن الوفد التركي الذي سيتوجه إلى واشنطن في الأيام القادمة للتباحث حول أسباب التوترات الأخيرة، سيضم 3 أسماء من وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، ومن المرجح أنهم سيبحثون مع نظراءهم الأمريكيين الحصار الأمريكي المفروض على إيران أيضًا.
ومن المقرر أن يناقش الوفد التركي برئاسة مساعد وزيرة الخارجية وضع القس الأمريكي برونسون إلى جانب العقوبات على إيران.