طهران (زمان التركية) – علق الخبراء والمحللون السياسيون الإيرانيون على القمة الثلاثية، التي جمعت كلا من زعماء روسيا وتركيا وإيران في العاصمة الإيرانية طهران الجمعة الماضي، لمناقشة آخر التطورات في الملف السوري، وما ستشهده الساحة في الفترة المقبلة، في ظل نشر الولايات المتحدة الأمريكية ادعاءات حول وجود استعدادات من قبل الجيش السوري لشن هجوم كيميائي على مدينة إدلب.
ورأى المحللون والخبراء أن الموقف المعادي من الولايات المتحدة الأمريكية وحَّد صفوف الدول الثلاث، ووضعهم على متن سفينة واحدة، مشيرين إلى أنه خلق من تلك الدول جبهة قوية ضد واشنطن.
وأشارت الخبيرة الإيرانية في الشؤون الأورومتوسطية عفيفة أبادي، إلى أن الملف السوري ليس الوحيد الذي جمع الرؤساء الثلاثة على طاولة واحدة، قائلة: “بعد الضغوط التي مارستها واشنطن في الحرب الاقتصادية، وجد الزعماء الثلاثة أنهم أصبحوا في مركبة واحدة”.
وبحسب تحليل أبيدا فإن الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة في العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة، أظهرت أن كلا من روسيا وتركيا وإيران يمكنها التحالف فيما يتعلق بالملف السوري، وكذلك تكوين جبهة ضد الغرب في المنقطة، مؤكدة على ضرورة استمرار التعاون فيما بينها مهما كانت الاختلافات بين الأطراف.
كما شارك أبيدا في رأيها حول التطورات الأخيرة، المدير العام للنشر بوكالة أنباء مهر الإيرانية للإنباء حسن هاني زاده، قائلًا: “إن العقوبات والضرائب التي فرضها البيت الأبيض على كل من روسيا وإيران وتركيا جعلها توحد صفوفها في المجالات الاقتصادية، ووجه الدول الثلاث إلى تكوين استراتيجية تتعلق بمواجهة الهجمات السياسية والاقتصادية لواشنطن”.
وأكد هاني زادة أن هذه الاستراتيجية الاقتصادية من الممكن أن تكون معتمدة على التخلي عن استخدام الدولار في التجارة البينية بين الدول الثلاث قائلًا: “هذه الخطوة قد تكون ردًا على الخطوات العدائية التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الدول الثلاث. وبهذا قد ينجحون في تكوين جبهة اقتصادية قوية أمام عقوبات ترامب”.
كما شدد على أن الملف السوري والحرب السورية المشتعلة منذ عام 2011 وصلت إلى مرحلة خاصة، موضحًا أن الجيش السوري مصمم على القضاء على “الإرهابيين” الموجودين في مدينة إدلب وتطهيرها، ويحاول إعاقة العمليات الخاصة بواشنطن وحلفائها.