(زمان التركية)ــ يبدوا أن الرئيس الأمريكي دونلد ترامب كان ينتظر أيام الإحتفال بأعياد الكريسماس ليخرج ما في جعبته من مفاجئات ليسعد بها الجميع كما يفعل بابا نويل، حيث فاجأ العالم أمس الأربعاء باعلانه عن القضاء علي تنظيم داعش في سوريا وبدعوته للقوات الأمريكية المرابطة بالانسحاب والعودة الي بلادهم .
هذا وقد نفي مسئول أميركي رفيع المستوى الأربعاء المزاعم التركية التي تدعي مناقشة دونالد ترامب مسبقاً قراره بسحب القوات الأميركية من سوريا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال “الرئيس اتخذ قراره بنفسه. لم يناقش الأمر مع الرئيس أردوغان”.
وقد أثار قرار ترامب الخاص بالانسحاب المفاجئ، حالة من القلق واعتراضات من اطياف سياسية مختلفة بأمريكان .
فأعرب العديد من الجمهوريون، عن أسفهم لقرار ترامب، كما قام السناتور ليندسي غراهام بإبداء تحفظاته وقال في تغريدة له علي موقع تويتر أنّ “انسحاب هذه القوة الأميركية الصغيرة من سوريا سيكون خطأ فادحا”.
و قال السناتور المحافظ “بن ساس” في بيان لاذع إن جنرالات الرئيس ليس لديهم “أدنى فكرة من أين جاء هذا القرار”.
كما اعتبر زميله ماركو روبيو ان هذا القرار الذي اتخذ رغم تحذيرات العسكريين يشكل خطأ “سيظل يطارد أميركا لأعوام”.
يذكر أنه في الفترة الأخيرة قام عدد من كبار المسؤولين الأميركيين بالتحذير من انسحاب متسرع يطلق يد روسيا وإيران حليفي الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وحتى الأسبوع الماضي كان مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمكافحة “الإرهاب” بريت ماكغورك يؤكد أن الأميركيين سيبقون لوقت طويل في سوريا.
وقال للصحافة في واشنطن “حتى لو أنّ نهاية سيطرة الخلافة على الأراضي باتت في متناول اليد الآن، فإن الانتهاء من تنظيم الدولة الإسلامية سيستغرق وقتا أطول بكثير” لأن “هناك خلايا سرية” و”لا أحد من السذاجة لدرجة القول إنها ستختفي” بين عشية وضحاها.
وبالإشارة الي ردود فعل شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي تجاه هذا القرار .
فقد أشادت وزارة الخارجية البريطانية بـ”النجاحات الكبيرة” التي حققها التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، كما شدّدت بالمقابل على ضرورة استمرار مكافحته.
وأكدت الخارجية البريطانية: “لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي عمله، ويجب ألا يغيب عن بالنا الخطر الذي يشكله تنظيم داعش، وحتى بعد تحرير الأراضي منه”.
وتابعت: “ملتزمون بالتحالف الدولي ونواصل حملة تحرير الأراضي من داعش، وضمان الهزيمة التامة لهذا التنظيم، وسنواصل العمل مع شركائنا الإقليميين في سوريا وخارجها”.
أما فرنسا ، فقد حذّرت وزيرة الدفاع الفرنسية، بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا، من أنّ الدولة الإسلامية لم تُمح من الخريطة.
وأعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو الخميس أن فرنسا “تبقى” ملتزمة عسكريا في سوريا. وقالت الوزيرة لشبكة “سي نيوز” ردا على سؤال حول قرار الانسحاب الأميركي “في الوقت الراهن، نبقى في سوريا”.
وفي سياق متصل بإعلان ترامب المُفاجئ، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن المسلحين الأكراد شرقي الفرات في سوريا “سيدفنون في خنادقهم في الوقت المناسب”. ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عنه قوله “أمامنا الآن منبج وشرقي الفرات، نعمل بشكل مكثف على هذه المسألة”. وفقاً لما نشره موقع ” أحوال تركية”.
وبالإنتقال الي موقف وحدات حماية الشعب الكردية تجاه قرار ترامب بالانسحاب من سوريا، فيصفه أكراد سوريا بالخيانة حيث جاء بمثابة طعنة من الخلف .
يشار إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في شمال سوريا كانت تستعين في حربها ضد داعش بالقوات الكردية التي تتمثل في وحدات حماية الشعب الكردية، وكانت الولايات المتحدة أكبر داعم لأكراد سوريا في مواجهت التهديدات والتوعدات التركية المتلاحقة .
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة “إرهابية” مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل ضد الجيش التركي على الأراضي التركية منذ عام 1984.
ومن المتوقع أن يحدث هذا القرار المفاجئ تغييرا عميقا في ميزان القوى على الساحة السورية حيث لروسيا وزن كبير، جاء وسط حالة من الارتباك ليعزز صورة رئيس معزول حول هذا الملف داخل إدارته.