أنقرة (زمان التركية) –رغم اعتماده على الضرائب المحصلة من سائر المواطنين في تركيا، إلا أن المعارضة تؤكد أن تلفزيون (تي آر تي) الحكومي يقدم بثا انحيازيا لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتناول الكاتب التركي مراد مراد أوغلو، في صحيفة سوزوجو، حجم التكلفة التي تحصل عليها قناة تي آر تي من المواطنين، مقارنة مع ما تقدمه له.
وذكر مراد أوغلو في مقاله أنه خلال العام الماضي حصلت تي آر تي على ضرائب بقيمة ملياري و163 مليون ليرة من المنتجات التي اشتراها المواطنون الأتراك، ما يعني أن المنزل الواحد دفع 94 ليرة لمشاهدة تي آر تي بالأخذ في عين الاعتبار وجود نحو 23 مليون منزلًا في تركيا.
وتساءل مراد أوغلو عن عدد الأشخاص الذين يرغبون فعليا بدفع 94 ليرة سنويا من أجل مشاهدة قناة تي أر تي قائلا: “شاهد أو لا تشاهد، فعند استخدامك للكهرباء وشراءك للتلفزيون أو الراديو أو الهاتف المحمول أو الحاسب الآلى أو غرفة استحمام ستذهب نقودك إلى تي أر تي إجباريا وقانونيا”.
وطرحت قضية انحياز الإعلام الحكومي لأول مرة قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة في يونيو/ حزيران هذا العام، حيث تقدم عضوا المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التابعين لحزب الشعب الجمهوري، عصمت دميردويان وإلهان تاشتشي، ببلاغ إلى الهيئة العليا للانتخابات ضد قناة تي ار تي بزعم عدم تخصيصها مساحة للأحزاب المعارضة.
وأشارت بنود عريضة الشكوى إلى تخصيص قناة تي آر تي 67 ساعة لأردوغان بينما منحت لمنافسه في الانتخابات الرئاسية محرم إينجه 6 ساعات فقط خلال الفترة بين 14 و 30 مايو/ أيار الماضي، كما خصصت 12 دقيقة لحزب الخير و8 دقائق لزعيمته ميرال أكشينار و8 دقائق لحزب السعادة وزعيمه تمل كرم الله أوغلو وجميعهم كانوا مرشحين بالانتخابات الرئاسية، و23 دقيقة لحزب الدعوة الحرة ودقيقتين لحزب الوطن وزعيمه دوغو برينشاك، في حين لم تخصص أي وقت لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وزعيمه آنذاك صلاح الدين دميرتاش.
وتعتبر المعارضة التركية قناة تي آر تي التي تحصل على ضرائب متساوية من الجميع أداة ترويجية تابعة لنظام الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتزايدت ضغوط الحكومة التركية على الإعلام عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016 حتي أصبحت تركيا حاليًا بدون إعلام معارض أو منتقد تقريبًا.