بقلم : مايسترو
عنف الجماعات المتطرفة دينياً : يــقتلـــون الأطفال باسم الدين
https://www.youtube.com/watch?v=pRhFgY1lPbU
أسس حسن البنا تنظيم الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 واتجه التنظيم للانتشار على المستوى الإقليمي ثم الدولي اعتباراً من بداية العقد الثامن من القرن الماضي، حيث تَشَكَل المجلس الأعلى للإرشاد ومجلس الشوري العام، وترأسه المرشد العام لإخوان مصر.. والإخوان تنظيم ديني إسلامي يتظاهر بالوسطية، بينما تأكد دخوله لدائرة الإرهاب من خلال حرص التنظيم لوجود ذراع عسكري له، أطلق عليه ” النظام الخاص “ وكانت بداية تكوينه مع نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، في ظل وجود المرشد الأول للجماعة حسن البنا، واعترف محمد مهدي عاكف بوجود هذا النظام العسكري للجماعة، مشيراً أن هدفه إعداد نخبة منتقاة من شباب الإخوان المسلمين للقيام بمهمات خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد أعداء التنظيم، ومحو الأمية العسكرية للشعب المصري.
وتم اكتشاف ” النظام الخاص ” للإخوان من خلال ضبط البوليس السياسي المصري ـــــ بشكل ساعدت فيه الصدفة كثيراً ــــ عام 1948 لسيارة جيب، عُثر فيها على كنز أسرار النظام الخاص لجماعة الإخوان، من بينها أوراق تنظيمية لعناصر النظام وأهدافه، وأشار القرضاوي في مذكراته للقضية التي اتُهم فيها عبد الرحمن السندي ومصطفى مشهور ومحمود الصباغ… وغيرهم بجرائم ارتكبها عناصر النظام، فجماعة الإخوان المسلمين كانت وما زالت الجسر المؤدى للعنف على مستوى التنظيمات الجهادية، خاصة بعد الثورة المصرية في 30 يونيو 2013، حيث تضامن مع الإخوان جماعات إرهابية أخرى، فجماعة الإخوان ليست دعوية فقط، وإن كانت الدعوة تمثل حيزًا لا يُستهان به داخل التنظيم، بل وتستخدم الجماعة الدعوة كمدخل لتجنيد الأتباع، فعمدت تدريس أفكار تدعو للعنف داخل هياكلها، وعبر برامجها التي تستخدمها في البناء المعرفي والتربوي لعناصرها؛ لذا فالفصيل الأمريكي في إدارة ترامب الذي يعارض إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب من منطلق عدم خطورتها على الأمن القومي الأمريكي.. !!! نرى أنه على خطأ؛ فخطورة التنظيم تكمن في أيديولوجيته المتطرفة، والتي تَعتبر الغرب وأمريكا بشكل خاص عدو يجب النيل منه، وإن تطلبت المصلحة مهادنته مرحلياً.
هذا ومن المؤسف أن تنظيم الإخوان قد انتشر على المستوى الدولي، فمحيط مصر الإقليمي يعج بأفرع للتنظيم، فمنظمة حماس تتبنى أيديولوجية الإخوان، ووصل التنظيم للرئاسة في تونس، وكذا لرئاسة الوزراء في المغرب، وله وجود قوي في الأردن، وانتشر أيضاً في ليبيا، كما له أفرع في الخليج خاصة في الكويت، أما عن السودان فلنا وقفة لتأمل نشاط التنظيم الخطيرة في الخاصرة الجنوبية لمصر؛ ولنبدأ بالإشارة إلى الحلقة الثانية عشر من برنامج ” شاهد على العصر “ https://www.youtube.com/watch?v=G-kSp-_EI_k الذي يقدمه أحمد منصور على قناة الجزيرة، حيث استضاف حسن الترابي الأمين العام السابق ” للجبهة الإسلامية السودانية ” وهي فرع لجماعة الإخوان، وصرح الترابي بأن نائبه د. علي عثمان طه والنافع علي النافع رئيس الأمن العام السوداني تورطا في محاولة اغتيال مبارك بأديس أبابا عام 1995، وأنه علم بهذا يوم ارتكاب الجريمة ونفى علم البشير بالمؤامرة.! كما انقلب علي عثمان على الترابي عام ١٩٩٩ وتم عزله وطبعا كان المخطط بتنسيق مع البشير.. وعين الأخير علي عثمان بعد محاولة الاغتيال الفاشلة وزيرا للخارجية.. ثم نائبا ثانيا للرئيس ثم نائباً أول للرئيس عام ٢٠١١، وبالتأكيد يعلم البشير بتورطه في المحاولة الفاشلة المشار إليها.
كما سبق وتورط البشير في توفير ملاذات آمنة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وكذا لقيادات وعناصر من تنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية والإخوان.. كما اعترف العديد من المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية في أنهم تلقوا تدريبات في السودان ثم رجعوا لمصر لتنفيذ جرائمهم.
هذا وتحظى جماعة الإخوان بدعم لا محدود من قطر وتركيا، فالعناصر الأشد خطورة تتنقل بين الدولتين، وتجد كل الدعم المادي والمعنوي لمحاربة الدولة المصرية، فالرئيس التركي بعد أن تأكد من حسم الاتحاد الأوربي أمر استبعاد انضمام تركيا للاتحاد بسبب نزعة أردوغان الإسلامية المتطرفة وحلم الخلافة الذي يراوده.. فتطرفه هو السبب الرئيسي لنفور الدول الأوربية من تركيا.. لذا اتجه بشكل واضح لاحتضان التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهي سياسة شديدة الغباء ومدمرة للمصالح التركية في العالم، كما أظهر تضامناً مع البشير مستغلاً أزماته داخلياً وخارجياً، وعقد صفقة ” سواكن ” وهي الصفقة التركية – السودانية التي تمت في إطار زيارة أردوغان للسودان مع نهاية عام 2017، حيث تم الاتفاق على إخضاع ميناء وجزيرة سواكن السودانية لإدارة الدولة التركية، وأعتقد أن هذه الاتفاقية وضعت كلمة النهاية في علاقة البشير بمصر والسعودية والإمارات.. ولعل عزل البشير بثورة شعبه قد أربك حسابات أردوغان.. .
أحد مشاهد الثورة السودانية والتي ظهرت فيها المرأة بأدوار للبطولة
وبمتابعة أحداث الثورة السودانية ضد البشير ونظامه، فبداية من المؤكد أن الإسلام السياسي في السودان متغلغل في كيان الدولة، وتضامنت عناصره لمنع الثورة من إسقاط البشير.. ففي لقاء تليفزيوني مساء 9 يناير 2019 دافع الدكتور علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية عن النظام، واجتهد في تفنيد أسباب اندلاع الثورة الشعبية التي تطالب بسقوط البشير، ولم يقل في ذلك أكثر من ” ضرورة الانتظار لانتخابات 2020 لمن يُرد إسقاط النظام عبر صناديق الاقتراع ” والخطير في الأمر أنه هدد الثوار بالقول : ” نحن لن نكون فريسة، وأن هذا النظام لديه كتائب ظِل كاملة لديها استعداد للتضحية بالروح والدم حتى لا يحكم البلاد العلمانيون” !!! كلمات من شأنها تأجيج الثوار ودفعهم للإصرار على عزل الرئيس ونظامه.. وربما أدركت العناصر الإخوانية في السودان أن تكرار سيناريو إخوان مصر وأتباعهم لن يفيد.. بل سيقضي عليهم وعلى فرص وجودهم على المسرح السياسي لزمن.. لذا فربما حكموا العقل في سياستهم تجاه الثورة، فلم يتجاوز موقفهم حتى الآن حد عبارات التهديد والوعيد.. ولنا وطيد الأمل أن يتضامن الجيش الوطني السوداني مع الثوار للحفاظ على الدولة السودانية.