أنقرة (زمان التركية) – طلبت وزارة الخارجية التركية من دولة التشيك “الموافقة” على تعيين وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق أجامان بغايش سفيرًا لأنقرة لديها.
أجامان باغيش، كان قد تقدم باستقالته من وزارة الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي، بعد أن فضح تورطه في واقعة الفساد والرشوة التي طفت إلى السطح في 17-25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتبين أنه تلقى رشوة من رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب، بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي.
وكان نائب رئيس حزب الخير القومي المعارض في تركيا، أيتون تشيراي، قد زعم في يوليو/ تموز الماضي، أن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق أجامان باغيش، سيتم تعيينه سفيرًا في الفترة المقبلة.
وادعى أيتون تشيراي أن الحكومة التركية بدأت التواصل مع دولة التشيك من أجل تعيين أجامان باغيش سفيرًا لتركيا في العاصمة التشيكية براغ.
وقال تشيراي في تصريحات له: “سمعت أنه طُلب إجراء دراسة من أجل تعيين أجامان باغيش المتورط في العديد من الأمور المشبوهة، سفيرًا لتركيا في براغ. هذا الأمر لا يدفع للتفاؤل بالمرة، من حيث تمثيل ولياقة دولتنا. يبدو أن عملية إسقاط وزارة الخارجية تجري على قدم وساق”.
أثار باغيش الجدل في الفترة الأخيرة بعد أن تبين أن بلدية إسطنبول الكبرى تخصص له سيارة وسائقًا خاصًا منذ 13 عامًا، وتتحمل هي كافة المصروفات الخاصة بها وراتب السائق.
كان من بين فضائح الفساد والرشوة التي كشف عنها، تسجيل صوتي لباغيش، يتحدث فيه مع أحد أصدقائه عن أنه يستيقظ كل يوم جمعة يبحث عن أي آية قرآنية على الإنترنت لينشرها على حسابه الشخصي على تويتر، حتى يظهر أمام الرأي العام أنه متدين، وأضاف في محادثته الهاتفية: “اليوم نشرت آية من سورة البقرة… “بقرة مقرة” إنها شيء جيد”. وهو أسلوب سخرية في اللغة التركية يعتمد على تكرار الكلمة مع تغيير الحرف الأول منها.
وفي 5 مايو 2014، وقف أجامان باغيش أمام البرلمان التركي للدفاع عن نفسه، نافيًا ادعاءات حصوله على رشوة من رجل الأعمال رضا ضراب، وكذلك ادعاءات التسجيل الصوتي المسرب، مؤكدًا أن هذا “إعدام سياسي” من حركة الخدمة ضده. إلا أنه أراد تحسين صورته، قائلًا: “عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم… هكذا قال أجدادنا وكبارنا”، متغافلًا عن أنها الآية الـ216 من سورة البقرة.
قرار تعيين أجامان باغيش سفيرًا لتركيا، لم يكن الوحيد، وإنما جاء ضمن حزمة جديدة لتعيين عدد من مسؤولي حزب العدالة والتنمية في منصب سفير خلال الفترة المقبلة.
فقد تم تعيين نائب حزب العدالة والتنمية السابق عن مدينة شانلي أورفا، عبد القادر أمين أونان، سفيرًا لتركيا لدى دولة الصين؛ وتعيين نائب الحزب السابق عن مدينة بورصا، تولين كارا، سفيرًا لدى دولة مقدونيا في عام 2016، بالإضافة إلى تعيين النائب السابق للحزب في مدينة إزمير، زكريا أكتشام، سفيرًا للبلاد في مدينة جاكارتا عام 2012.
كما تم تعيين النائب السابق للحزب عن مدينة سقاريا، شعبان ديشلي، الذي اعتقل شقيقه بتهمة التورط في محاولة الانقلاب، سفيرًا لتركيا في سفارة لاهاي بدولة هولندا. وتعيين المستشار الإعلامي لأردوغان لطف الله جوك تاشدا، سفيرًا لدى الفاتيكان؛ وتعيين عائشة صايان شقيقة وزيرة الأسرة والتأمينات الاجتماعية السابقة فاطمة بتول صايان كايا، سفيرة لدى دولة الكويت.
الدبلوماسيان التابعان لحزب الشعب الجمهوري، فاروق لوغ أوغلو وعثمان كورو تُرك، انتقدا التعيينات المثيرة للجدل، قائلين: “تعيينات رجال حزب العدالة والتنمية طالت وزارة الخارجية. يريدون تحويل وزارة الخارجية إلى حديقة خلفية للحزب. وكأنهم يريدون تعيين شخص مدني قائدًا للجيش”.