أنقرة (زمان لتركية) – انتقد رئيس حزب السعادة التركي، كرم الله أوغلو، المواقف المتناقدة والغير ثابتة في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة.
كرم الله أوغلو قال، متناولا طبيعة العلاقات مع أمريكا منذ احتلال العراق: “في يوم، كنا وأمريكا أصدقاء، وندعمها من أجل الدخول إلى العراق، بكامل قوتنا. وفي اليوم التالي لا نتفاهم معهم. ثم في يوم آخر نقيم صداقة مع روسيا، ونقول لأمريكا لا نريد باترويت، بل نريد الحصول على S-400. نتحدث مع روسيا، ثم نغير كلامنا من خلفها”.
تصريحات كرم الله أوغلو وتعليقه على السياسات الخارجية التركية، جاءت خلال مؤتمر حزبه في مدينة إسطنبول، حيث أكد أن الضبابية تسيطر على السياسات الخارجية التركية بسبب الأخطاء المرتكبة.
انتقل كرم الله أوغلو إلى الوضع الداخلي، قائلًا: “تركيا بها 4.5 ملايين عاطل. كما أن هناك 4.5 ملايين آخرين لا يستطيعون أن يقولوا إنهم عاطلون عن العمل لكي لا يتم قطع إعانات البطالة عنهم لأنهم وهناك 7-8 ملايين آخرين يعملون ولكنهم لا يحصلون على يكفي احتياجاتهم”.
وانعكست حدة الاشتباكات بين قوات الجيش السوري والقوات التركية على العلاقت مع روسيا، وهددت موسكو باستهداف الطائرات التركية في أجواء إدلب.
وقالت تقارير إن واشنطن ربما تقدم دعما عسكريا محدودًا لتركيا لمواجهة أزمة إدلب الآخذة في التصاعد، خاصة مع مقتل أكثر من 30 جنديا تركيا الخميس في قصف جوي يعتقد أن روسيا كانت مشاركة به.
وطلبت تركيا من الولايات المتحدة نشر صواريخ باتريوت الأمريكية على حدودها الجنوبية مع سوريا، لتوفير الغطاء الجوي لها في إدلب، إلا أن واشنطن لم تبدي موقفا متحمسا حيال ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم غلق المجال الجوي فوق إدلب في شمال شرق سوريا بقرار من الحكومة السورية، مؤكدة أنها بذلك لا تضمن الأمان للطائرات الاعتراضية التابعة لتركيا.
وقال رئيس مركز التصالح بين الأطراف في سوريا، التابع لروسيا، أوليج جورافليوف: “إن الحكومة السورية اضطرت إلى إعلان غلق المجال الجوي، نظرًا للتدهور المفاوجئ في الأوضاع في المجال الجوي لإدلب”.
من جهة أخرى، أحبطت اليونان دعم الناتو تركيا، وقالت إن على أنقرة الاتزام أولا باتفاقية اللاجئين الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة من أجل حصولها على تعزيزات عسكرية من حلف الناتو.
وعقب المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب، قال محللون إن الدعم الأمريكي المتوقع لتركيا غرضه الحد من النفوذ الروسي في شمال سوريا، حيث انها القوة العسكرية الأكبر هناك.
وتعرقل روسيا حتى الآن أي هجوم كبير لتركيا في إدلب، وتلوم أنقرة على دعمها للمعارضة السورية المسلحة.
فيما اعتبر المحلل الأمني الروسي، بافل فيلغنهاور، أن الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 33 جنديا تركيا في إدلب أفسد خطط الرئيس فلاديمير بوتين لإبعاد نظيره التركي رجب أردوغان عن الغرب.
وفي مقاله بصحيفة Novaya Gazeta الروسية تطرق فيلغنهاور إلى العلاقات التركية – الروسية، حيث ذكر فيلغنهاور أن حلم الكرملين كان يتمحور حول إبعاد أردوغان عن الغرب وإضعاف الناتو بهذه الطريقة.
وأضاف فيلغنهاور أن روسيا أنفقت على هذا الأمر أكثر ما أنفقته على أولمبياد سوتشي، وضرب أمثلة على هذا بمحطة أقويو النووية وخط الغاز ومنح قرض إلى تركيا للحصول على منظومة الاس 400 دون معرفة ما إن كانت ستتمكن من سداده أم لا، كما لفت إلى أن بوتين تباحث شخصيا مع أردوغان وغفر له إسقاط مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام.
وقال منتقدا: “كل هذه الجهود وعشرات المليارات من الدولارات ذهبت هباء باستهداف الجيش السوري للرتل التركي في إدلب”.