أنقرة (زمان التركية)ــ لم تتوقف الغارات الجوية التركية على شمال العراق منذ انطلاقها منتصف الشهر الجاري مصحوبة بتوغل بري، أسفر عن السيطرة على أحد قمم أعلى الجبال في إقليم كردستان والمطل على تركيا، وفي حين تتجاهل أنقرة الدعوات العراقية لوقف الانتهكات، كشفت اليوم الأحد عن مساعدات طبية موجهة إلى العراق لمواجهة كورونا.
الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، كان قد اعتبر الجمعة، أن دعوة الرئاسة العراقية تركيا وقف الهجمات التي تسببت في سقوط مدنيين شمال العراق، بمثابة دعاية لحزب العمال الكردستاني المصنف “إرهابيا”، كشف اليوم الأحد، أن الرئيس أردوغان، أمر بتجهيز مساعدات طبية لإرسالها قريبا إلى العراق.
وعلق كالين على تغريدة لرئيس الجبهة التركمانية العراقية أرشد الصالحي، عبر “تويتر”.
وكان الصالحي قال في تغريدته إن العراق سيشهد تراجعًا كبيرًا في عدد الإصابات بفيروس كورونا حال وصول المساعدات الطبية من تركيا.
وفي رده على التغريدة، قال الناطق باسم الرئاسة التركية: “يجري تجهيز مساعدات المعدات الطبية بناء على تعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان، وستنطلق قريبًا بمشيئة الله”.
وأضاف قالن: “تركيا تقف دائمًا إلى جانب أشقائها التركمان والعراقيين”.
وكانت الجبهة التركمانية في العراق، حصلت مؤخرًا على حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهو أول مكسب سياسي يفوز به ذوي الأصول التركية في البلد الذي تتنافس فيه الطوائف على حصص بالرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهوري، الحكومة، البرلمان)، وذلك بفضل دعم تركي.
وحتى مساء، السبت، تسبب كورونا في العراق بوفاة 1660 شخصًا، وإصابة 43 ألفا و262، فيما تعافى 19 ألفا و938 مريضا، وفق إحصاء وزارة الصحة.
كما وصفت الرئاسة العراقية في بيان الجمعة، الهجمات التركية بأنها “تعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية”. وطالبت بضرورة وقف الانتهاكات التي تطال السيادة الوطنية نتيجة العمليات العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية، والتي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزل.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية أن “الادعاءات التي تشكل ركيزة هذا التصريح، ليست إلا دعاية ترمي من ورائها منظمة بي كا كا الإرهابية ومؤيدوها إلى تشويه عمليات تركيا لمكافحة الإرهاب” في اتهام مباشر للرئيس العراقي ذو الأصول الكردية برهم صالح برعاية “الإرهابيين”.
وقال أقصوي إنه يجب أن ألا تكون السلطات العراقية “أداة للإرهابيين في حملات التشويه الدعائية”.
كذلك أصدرت حكومة إقليم كردستان بيانا يوم الجمعة تستنكر فيه الهجمات التركية، التي أدت لمقتل مواطنين، مطالبة كلا من تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية، وحزب العمال الكردستاني بإخلاء المناطق المعنية.
وفي 17 يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت تركيا إطلاق عملية “مخلب النمر” في منطقة “حفتانين” شمالي العراق والتي تضمن إنزالا لعدد من الجنود بالمنطقة، ضد عناصر حزب العامل الكردستاني، وذلك بعد عملية”مخلب النسر” التي انطلقت فجر 15 من الشهر نفسه.
وكانت وسائل إعلام كردية عراقية ذكرت أن القوات التركية المشاركة في عملية “مخلب النمر” سيطرت على نحو 60 قرية في محافظة دهوك، وأن القوات التركية أجرت عمليات إنزال على قمة جبل خامتير بعد قصف مكثف، ويربط الجبل لمنطقة الحدودية بين اقليم كردستان وتركيا، وبالسيطرة على الجبل تستطيع القوات التركية السيطرة على جميع المناطق المحاذية للجبل بالاضافة الى التحكم في الحركة بالمناطق الواقعة في أطراف القمة الجبلية.
–