أنقرة (زمان التركية)ـــ قال الخبير الألماني في الشؤون السياسية لازاروس ميليوبولوس إن حكومة تركيا بقيادة الرئيس رجب أردوغان، تمثل “مزيجاً ساماً” من العثمانية الجديدة والشعبوية والقومية، ولم يستبعد تطور التوترات بين اليونان وتركيا إلى صراع عسكري.
وقال لازاروس ميليوبولوس في مقابلة مع وكالة “دويتشة فيله” إن الصراع التركي اليوناني التقليدي حول ترسيم المجال الجوي والمياه الإقليمية في بحر إيجة تفاقم حالياً بسبب ظهور والصراع وقال إن الجيوسياسي أصبح الآن أكثر حدة نسبياً، وتشارك فيه العديد من القوى الكبرى والإقليمية التي تحدد مناطق النفوذ في البحر الأبيض المتوسط.
أوضح الخبير أيضا أن من العوامل البارزة هي أن: “تركيا أصبحت أكثر استقلالية من الناحية الجيوسياسية أيضاً.في واقع الأمر لا تهيمن أنقرة حالياً على نصف قبرص فحسب، وإنما تقوم الآن أيضاً بتدخلات عسكرية في شمال سوريا وليبيا وشمال العراق”.
وقال إن ما يزيد الطين بلة والأمر تعقيداً هو الابتزاز السياسي والعوامل الأيديولوجية واللغة العدوانية لحكومة أردوغان، حيث أن “حكومة حزب العدالة والتنمية أصبحت الآن تمثل مزيجاً ساماً من العثمانية الجديدة، الاستبداد، الإسلاموية، معاداة السامية، الشعبوية، العسكرة، القومية ومعاداة الصهيونية”.
وقال إنه: على الرغم من التوترات التي تشوبها، فإن العلاقات التركية الروسية في مرحلتها الحالية توفر لروسيا العديد من الفرص من أجل التأثير والاستفادة من الوضع من الصراع الحالي بين البلدين، ما يضع الاتحاد الأوروبي أمام خيارات أكثر صعوبة. الصراع التركي اليوناني القديم، وقد تحول اليوم إلى صراع “دولي” و “أيديولوجي”، واكتسب أهمية جيوسياسية.
وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية تطور هذا التوتر إلى صراع عسكري بين الدولتين العضوين في الناتو، قال: هذا يعتمد بشكل أساسي على الحكومة التركية. على الرغم من كل الإيماءات التهديدية و الخطاب العدواني وسياسة الزوارق الحربية الشرسة، أظن أن حكومة حزب العدالة والتنمية في النهاية لا تسعى بشكل جدي للدخول في صراع عسكري من منطلق المصلحة. اليونان، من جانبها، جاهزة عسكريا للتحرك ضد تركيا. ولا يمكن استبعاد أن وقوع خطأ أو حادث كبير عبر اصطدام سفينة أو إسقاط طائرة أو تبادل لإطلاق النار في أعالي البحار، يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي قد تتطور بدورها إلى صراع عسكري. قد يحدث ذلك بسرعة كبيرة وقد لا يمكن التحكم فيه إلا بصعوبة كبيرة. غير أن الصراع العسكري لن يقتصر على اليونان وتركيا فقط ويصعب تصور أن هذا الصراع يصب في مصلحة أحد الفاعلين الدوليين المعنيين فقط، ولا حتى في مصلحة روسيا، في حالة اعتبار أنها الدولة المستفيدة من الوضع الحالي.
–