أنقرة (زمان التركية) – دخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في معركة شرسة مع وسائل الإعلام الدولية التي انتقدت بشدة سياسات حكومته في الحملة التي أعلنها “لمكافحة الانفصالية الإسلامية” وفق تعبيره.
واتهمت الصحف ماكرون بـ “الضغط على مسلمي فرنسا باسم العلمانية بدلا من حل مشكلة الغيتو -المهاجرين- في الضواحي وعدم الاندماج”.
أما ماكرون، فاتهم وسائل الإعلام الأنجلو ساكسونية بـ “إضفاء الشرعية على العنف” “للطريقة التي تتعامل بها مع السياسات ضد الإسلاميين المتطرفين”.
ماكرون هاتف بن سميث، رئيس قسم الإعلام في نيويورك تايمز، واشتكى له، من نسب مفاهيم لم يتحدث عنها له، فضلا عن أسفه من تراجع الدعم العالمي لبلاده خلال الهجوم الأخير، والمختلف تماما عن الدعم وقت هجوم تشارلي إيبدو.
كما اتصل قصر الإليزيه بفايننشال تايمز وأعرب عن انتقاده للأنباء التي نُشرت في 4 نوفمبر / تشرين الثاني بعنوان “قتال ماكرون ضد الإسلام الانفصالي يعمق الانقسام في البلاد”.
وهذه أمثلة على تعامل الصحف الأمريكية مع الأحداث في فرنسا:
صحيفة نيويورك تايمز نشرت أول تقرير عن حادث قطع رأس مدرس التاريخ صمويل باتي بعنوان “فشل سياسة الاندماج الفرنسية ووحشية الشرطة”. قالت صحيفة نيويورك تايمز في 26 أكتوبر: “بعد قطع رأس أستاذ، شنت فرنسا ضغطًا كبيرًا على” العدو الداخلي”.
تقول واشنطن بوست إن “فكرة محاربة “الانفصالية الإسلامية” تبدو مصممة لحل مشكلة أخرى غير العنف الإرهابي”، ووفقًا للصحيفة، فإن الحكومة الفرنسية تريد إعادة تنظيم ممارسة عقيدة عمرها 1400 عام مع أكثر من ملياري عضو مسالم في العالم، بدلاً من التعامل مع مشاكل المسلمين المنفصلين في الأحياء اليهودية الحضرية أو معالجة التمييز الذي يعزز التطرف في المجتمع”.
وفي 31 أكتوبر، نشرت مجلة بوليتيكو مقالاً بعنوان “دين فرنسا الخطير: العلمانية” لعالم الاجتماع فرهاد خسروخافار، أحد مديري الأكاديمية الفرنسية للعلوم الاقتصادية والاجتماعية. وطرح خسروخافار في مقاله السؤال التالي: “لماذا، على الرغم من حقيقة أن الرسوم الكاريكاتورية نُشرت لأول مرة في الدنمارك، وكذلك في إنجلترا وألمانيا وإيطاليا، تعرضت فرنسا لكثير من العنف من قبل المتطرفين” و السبب بسيط: فرنسا تدفع الثمن الباهظ للأصولية العلمانية.
–