بقلم: هيثم السحماوي
سبق وكنت قد كتبت منذ حوالي أربعة أشهر مقالًا بعنوان ( إحترافية الإدارة المصرية لأزمة كورونا العالمية) الذي قد أوضحت فيه كيف أدارت الحكومة المصرية فترة أزمة كورونا التي اجتاحت العالم بمنتهى الاحترافية منذ ظهور الفيروس في دولة الصين وحتى الآن.
وفي حوار لي مع أحد الأطباء الأبطال الذين عايشوا هذه المرحلة، وكانوا في خط الدفاع الاول علي صحة المصرين واقفين بكل ثبات وإيمان وشجاعة، وهو الطبيب الشاب المتميز الذي يعمل بكلية الطب بجامعة طنطا والمستشفيات الجامعية، المثقف والعاشق لبلده الدكتور وائل علاء.
أَطلعني علي جانب إنساني وراقي قامت به الدولة خلال هذه المرحلة فيقول:
(على بعد أيام من عيد الأضحى و هو أول عيد أضحى و ثاني عيد أقضيه أنا و أسرتي دون زوجتي طبيبة أمراض النساء و التوليد التي استشهدت بعد ولادتها لابنتها بأسبوع إثر إصابتها بفيروس الكورونا كما هو حال الكثير من أسر الشهداء….. تذكرت ما حدث في عيد الفطر الماضي قبل قدومه بأيام، حيث فوجئت بتكريم لأسرتي و أسر الكثير من شهداء الأطقم الطبية من سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي و صندوق تحيا مصر بمناسبة عيد الفطر المبارك و كانت أيما عيدية .
هذا التكريم اتى بتكليف للسادة الوزراء المعنيين و رؤساء الجامعات و عمداء كلية الطب بزيارة اسر الشهداء شخصيا في بيوتهم في نهار قائظ الحر في شهر رمضان الكريم و تقديم تحيات شخصية من السيد الرئيس و هدايا مادية و عينية و معنوية عظيمة . تلك الزيارة في بيوت الشهداء حيث كبروا و ترعرعوا…. حيث سكن اطفالهم و ذويهم كان له جميل الاثر، و رسالة للجميع بان مقامات هؤلاء الشهداء محفوظة.
هب ان التكريم كان في مؤتمر او قاعة، اكاد اجزم ان قيمته لم تكن بذلك القدر الذي حدث بزيارة البيوت التي أنجبت هؤلاء الابطال…وحيث كانت تظهر في خلفية التكريم صور الشهداء ذويهم تزين جدران البيوت و تعطر زوايا التصوير المختلفة المرافقة للتكريم و كأنها ورود على الافريز …. ذلك التكريم في ذلك الوقت في مناسبة اجتماعية مرت سعيدة على الناس حزينة مليئة بالذكريات او فلنقل ب “ال نوستالجيا ” لأسر الشهداء…. تعكس قدر شهداء الوطن عامة و شهداء الاطقم الطبية خاصة لدى الدولة في وقت بدأت فيه الكثير من اسر الشهداء بصرف تعويضات الوفاة والإصابة لذويهم….. وايضا يحدونا الأمل في إطلاق أسماء باقي الشهداء على المستشفيات و المراكز الطبية التي عملوا بها أسوة بمن سبق إطلاق أسمائهم من الشهداء من قبل تخليدا لذكراهم و ذكرى تضحياتهم من اجل بلادهم….. لربما اسير بجانب احدى تلك المستشفيات يوما ما برفقة ابنتي التي لم تر والدتها…. لترى اسم أمها منقوشا على باب المستشفى و اخبرها ان امها التي لم تراها….. مرت هنا ذات يوم)
حفظ الله مصر
ورحم الله جميع شهداء الوطن