أنقرة (زمان التركية)ــ على العكس مما ينتظر منهم، لم تعلن مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأوكرانية أي إدانة للغزو الروسي ولم تعبر عن أي دعم لدولة أوكرانيا، منذ أن شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير.
ومن المفارقات أن أحد أعضاء المجموعة قد صرح أن مطالب سكان المناطق المتنازع عليها في لوهانسك ودونيتسك بالاستقلال مطالب شرعية.
كان النواب الأتراك الذين التقوا آخر مرة مع نظرائهم الأوكرانيين في أنقرة بشهر يناير الماضي، قد اعربوا عن دعمهم لوحدة الأراضي الأوكرانية.
وتغرول توركش رئيس المجموعة هو نجل الراحل ألب أرسلان تركش وهو ضابط عسكري سابق وسياسي ويعتبر أهم منظر لأيدلوجية القوميين الأتراك، تربطه علاقة أخرى بأوكرانيا، حيث أنه تزوج مؤخرًا من مواطنة أوكرانية، ومع ذلك لم يصدر عن تركيش بيانًا رسميًا حتى الآن كرئيس لمجموعة الصداقة التركية الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي، كما أنه لم يتحدث عن هذا الموضوع في البرلمان، ولا توجد منشورات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حول الغزو.
وآخر ما نشره توغرول تركيش عن أوكرانيا يتعلق بفاسيل بودنار السفير الأوكراني في تركيا حيث ذكر أنه قام بزيارة مجموعة الصداقة في البرلمان وقدم معلومات عن آخر التطورات الجارية في 16 فبراير.
وفق تقرير لموقع نورديك مونيتور لم يشارك أي من الأعضاء الأتراك في مجموعة الصداقة بأي على وسائل التواصل الاجتماعي بأي منشور حول غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى وجود عضو يؤيد استقلال المناطق التي اعترفت روسيا ياستقلالها وهو النائب مراد تشيبني المنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، وقد ألقى تشيبني خطابًا في البرلمان حمل فيه روسيا وحلف شمال الأطلسي الوضع الحالي في أوكرانيا.
وذكر أن حرب أوكرانيا هي حرب تقاسم غنائم الإمبرياليين المحتلين من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا. وأضاف شيبني، لزملائه “إنهم خارج الخط عندما يتعلق الأمر بالأكراد في تركيا والأكراد في سوريا” وطالب تشيبني الناتو بالتخلي عن تصدير الولايات المتحدة للحرب إلى العالم، وبينما يدين سياسة الاحتلال والتوسع الروسية وسياسة تركيا في تحويل التوترات إلى فرص، فإنه يؤيد حق الأمم في تقرير المصير اليوم كما كان بالأمس، وأضاف تشيبني أن مطالب أهالي دونيتسك ولوهانسك مشروعة.
السفير بودنار قال في بيان عقب الغزو مباشرة إنه يتوقع أن يعرب الأعضاء الأتراك في مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأوكرانية عن دعمهم لأوكرانيا. ومع ذلك يبدو أن أمنية بودنار لم تتحقق بعد.
يُعتقد أن نواب الحزب الحاكم على وجه الخصوص يخشون التعبير عن آرائهم بسبب احتمالية توبيخ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتخذ نهجًا حذرًا من أجل عدم إغضاب روسيا وفي نفس الوقت لكي تظهر تركيا أنها لا تزال مع الغرب.