ماهر المهدى
(زمان التركية)- الولع بالشخصيات السينمائية البطولية لا ينتهى ، ولكن هذه المرة يتجسد في سيارة تعيسة القيمة شبحية المنظر .
فالسيارات سوداء النوافذ من كل جانب مظلمة الداخل ، وهى واحدة من أخطر وأحدث ” موضات ” أو ” حركات ” الشارع التى رأيتها بنفسي . وجيمس الفالصو يقود سيارات قديمة في الغالب وربما لا تساوى شيئا في سوق السيارات ، ويقوم صاحبها بطلاء زجاجها أو تغطيته بمادة داكنة اللون من الإمام والخلف ومن الجانبين أيضا ، لتصبح سيارة شبحا لا يمكن لمن خارجها أن يرى من بداخلها حتى عن قرب .
بل ربما شك المرء في قدرة من بداخل تلك السيارات الشبحية المنظر عديمة القيمة على أن يرى شيئا على الطريق الا بصعوبة وكلل كبيرين . وعلي جيمس الفالصو أن يتحمل الكلل ويتحمل المسؤولية الكبيرة ، لأنه هو من سعى الى تلك الظلمة والى ذلك الغموض المخالفين للقوانين وللسلامة وحتى لسديد الحكم والرأى والبصيرة . فالسيارة – عمليا ووفقا لسوق السيارات – خردة بتعريف المتخصصين – ولا يمكنها مساعدة قائدها بكثير من الإمكانات طبعا ، لأنها مستهلكة بالفعل منذ زمن . فإذا أضيف الظلام داخل السيارة وعتامة الرؤيا خارجها الى الصعوبات التى تواجه قائد السيارة جيمس بوند الفالصو ، أصبحت السبارة مركبة قمار ومغامرة تسير على الطريق ، والله الحارس للمارة وللسيارات الأخرى .
السيارات السوداء النوافذ تخرج من بعض البيوت والنوادى والمؤسسات كما تخرج سيارات أبطال السينما الخياليين – مثل جيمس بوند وغيره من الأبطال السينمائيين الخرافيين الذين يقودون سيارات غير مألوفة الشكل ويغلب عليها الغموض – من مخابئها سعيا الى الأخطار والى المغامرات السينمائية غير المحسوبة .
ولكن مغامرات السيارة الشبح على الطريق وبين الناس تتم على حساب الآخرين قبل كل شىء . فقائد السيارة خفى – سواء كان رجلا أو امرأة – ولا بمكن لأحد أن يتعرف عليه ،
اذا ما دهمت السبارة الشبح أحدا أو اصطدمت يسيارة أخرى أو تورطت في عمل غير مشروع . لا لسيارات جيمس بوند الفالصو التى تعرض الطريق والناس للخطر وتتحدى القانون والنظام وتسىء الى صورتنا .