هيثم السحماوي
أوضحت في المقال السابق أن أخطر أنواع المجرمين الجُدد المُضرون بأمن الدول هم (الإرهابيون) وفي هذا المقال استكمل باقي الحديث عن هذه الجريمة مع الحديث عن صور أخرى من صور الجرائم المضرة بأمن الدول. الحقيقة أن الإرهاب يتخذ أشكالًا وصورًا جديدةً ومتنوعة من خلال الأنظمة الإلكترونية والشبكات المعلوماتية ومنها: التجسس الإلكتروني، إنشاء المواقع الإرهابية الإلكترونية، التهديد والترويع الإلكتروني، تدمير المواقع والنظم المعلوماتية، نشر وتبادل المعلومات الإرهابية من خلال شبكة المعلومات. الخ.
وتقول الأستاذة سناء عيسى في مقالتها بعنوان (فيروسات جديدة تستهدف أنظمة مايكروسوفت): أن قراصنة الحاسب الآلي أو ما يسمون بـ(Hackers) يستطيعون أن يتوصلوا إلى المعلومات السرية والشخصية واختراق الخصوصية وسرية المعلومات بسهولة، وذلك بسبب أن التطور المذهل في عالم أجهزة الكمبيوتر والشبكات المعلوماتية يصحبه تقدم أعظم في الجرائم المعلوماتية وسبل ارتكابها، خاصة وأن من يرتكبون مثل هذه الجرائم كثيرًا ما يكونو خبراء في هذا المجال.
وهذه الهجمات كثيرًا ما تهدف إلى اختراق النظم الأمنية والعسكرية، وقد تستهدف البنية التحتية الاقتصادية للدولة، او تستهدف محطات توليد الطاقة والماء، أو نظم الاتصالات والمواصلات، وشبكات المعلومات الطبية. الخ.
ومن الجرائم الأخرى المضرة بأمن الدول جريمة التجسس الإلكتروني، ويتميز هذا النوع من الإرهاب بالطريقة العصرية يستخدم فيه الطرق التكنولوجية الحديثة والأنظمة الإلكترونية المتطورة، وكما يتم على الدول يتم على المنظمات والمؤسسات الدولية منها والوطنية. وخطورة هذا النوع من التجسس التي تتم علي يد التنظيمات الارهابية وأجهزة الاستخبارات المختلفة بهدف الاطلاع على أسرار الدولة واستغلالها بما يضر مصلحة وسلامة وأمن الدولة، وكل المعلومات سواء السياسية أو الاقتصادية اذا تعرضت للتجسس والحصول عليها فإنها تمثل أضرارًا كبيرًا بالوطن إلا أن الضرر يزداد في حالة ما إذا كانت المعلومات محل التجسس تمثل اختراقًا للنظم العسكرية والأمنية بالدولة.
وحول مدى خطورة هذا النوع من الجرائم يقول القاضي الدكتور محمد الألفي عضو الجمعية الدولية لمكافحة الإجرام السيبيري بفرنسا ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمكافحة جرائم المعلوماتية والإنترنت، أن الخطورة هنا تكمن في ضعف الوسائل الأمنية الوطنية المستخدمة في حماية الشبكات الخاصة بالمؤسسات والهيئات الحكومية، ولا يمكن الاعتماد على وسائل الحماية التي تنتجها الشركات الأجنبية، حيث أنها ليست آمنة ولا يمكن الاطمئنان لها.
ومن الجرائم الأخري التي تمثل أضرارًا بأمن الدول ويقوم بها المجرمون الجُدُد التهديد والترويع الإلكتروني بهدف نشر الرعب والخوف داخل الدولة وبين الأفراد، ويتم بإستخدام شبكة الإنترنت بمختلف السُبل والوسائل، وهو أحيانًا يتمثل في صورة تفجير منشات وطنية أو اغتيال شخصيات عامة أو يمكن أن يكون التهديد بتدمير أحدي شبكات المعلومات والإتصال. الخ. ولعلنا نتذكر أحد شعارات التنظيمات الإرهابية التي تقول (ارهب عدوك وانشر قضيتك).
هذا فيما يتعلق بالتهديد والترويع الإلكتروني الماس بأمن الدول، أما اذا كان هذا التهديد والترويع يمس أمن وسلامة الأفراد فهذا يسمي الابتزاز الإلكتروني اتحدث فيه لاحقًا بإذن الله.
أما آخر جريمة أتحدث فيها هنا ضمن الجرائم المضرة بأمن الدولة فهي جريمة نشر الشائعات. متى تكون جريمة؟ وعقوبتها؟ ومدى خطورتها؟ وعلة التجريم؟
استأذن القارئ أن يكون الحديث عن ذلك في المقال القادم بإذن الله.
haitham. elsehmawi@gmail. com