أنقرة (زمان التركية)- انضمت المديرية العامة للأوقاف في تركيا إلى المؤسسات التي دعت موظفيها للتبرع لحملة أطلقها الرئيس رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورنا، وأرسلت خطابًا إلى جميع الأوقاف التابعة لها، بما في ذلك الأقليات، طالبتهم بالمساعدة والتبرع في الحملة.
ويواجه أردوغان انتقادات كبيرة من شخصيات سياسية، بعد أن أعلن عن تخصيص حساب بنكي لتلقي التبرعات من المواطنين لمواجهة وباء فيروس، معتبرين أن الحكومة عليها مساعدة مواطنيها وليس العكس.
الخطاب المرسل إلى جميع الأوقاف والجمعيات حمل توقيع مدير المديرية العامة للأوقاف برهان أرصوي، وطالبهم بالمساعدة في جمع التبرعات لحملة “التضامن الوطنية” عن طريق العاملين لديهم والمخاطبين.
أردوغان كان قد أعلن عن حملة “نحن نكفي بعضنا البعض يا تركيا” قبل يومين، لجمع التبرعات لمواجهة فيروس كورونا، وأوضح أنه أول المتبرعين براتب الأشهر السبعة المقبلة.
وكانت وزارة التعليم التركية قد أصدرت تعليمات إلى موظفيها بالتبرع لحملة التضامن الوطني التي أطلقها الرئيس، وتأتي هذه الخطوة عقب إبلاغ شركة أنابيب البترول التركية موظفيها بخصم 400 ليرة من راتب شهر أبريل/ نيسان الجاري للتبرع للحملة.
وانتقد رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو حملة التبرعات التي أطلقها الرئيس رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورونا،
أحمد داود أوغلو نشر تغريدة على تويتر، قال فيها: “إن شعبنا محب للتضحية، لا يتكاسل عند الحاجة في تقديم روحه قبل ماله فداءً. تاريخنا مليء بأمثلة على ذلك. في مواجهة فيروس كورونا، دول العالم تقوم بتوزيع الأموال على مواطنيها، ولكننا نجمع من المواطنين التبرعات. ألا يوجد هنا شيء غير طبيعي؟”.
وفي السياق ذاته كانت رئيسة حزب الخير القومي، ميرال أكشنار قالت منتقدة: “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه السيد أردوغان ليخرج علينا بمساعدات نقدية للمحتاجين، ماذا وجدنا؟ وجدناه يقول: تبرعوا بالأموال إلى الحساب رقم كذا، ولم يقل سنحول إلى حساباتكم البنكية الأموال”.
كما دعت أكشنارالرئيس أردوغان إلى التبرع بطائرته الفاخرة التي حصل عليها هدية من أمير قطر إذا كان صادقا في حملته.
يأتي إطلاق أردوغان حملة تبرعات لمواجهة تداعيات كورونا، بعد حديثه في خطابات سابقة عن أن الأمور في تركيا تحت السيطرة، وإعلانه إطلاق حزمة اقتصادية لمواجهة كورونا تحت اسم “درع الاستقرار الاقتصادي”، بقيمة 100 مليار ليرة (قرابة 15.5 مليار دولار).
ويبدو أن ازمة كورونا في تركيا كانت أكبر من مكابرة أردوغان الذي تلجأ حكومته في كل أزمة فادحة للمواطن لينتشلها منها، بدلا من العكس.
حملة التبرعات التي دعا لها أردوغان هي الثانية في تركيا خلال ثلاثة أشهر، بعد حملة التبرعات التي أعقبت زلزال ألازيغ في يناير/ كانون الثاني الماضي لمساعدة متضرري الزلزال، والتي لم تسلم من الانتقادات خصوصًا وأن الحكومة تحصل منذ سنوات على ضرائب ورسوم من المواطنين تحت مسمى مواجهة الكوارث.
وحتى مساء الأربعاء ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا إلى 15 ألفًا و679 حالة إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى 277 حالة وفاة.
–