أنقرة (زمان التركية) – في خطوة تستفز إيران، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاعتماد التسمية الرسمية للخليج العربي بدلا من “الخليج الفارسي”، خلال زيارته القادمة للمملكة العربية السعودية. يأتي هذا القرار الذي كشفت عنه وكالة “أسوشيتد برس” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، في إطار سياسة واشنطن الرامية إلى تعزيز تحالفاتها مع الدول العربية في المنطقة.
يمتد النزاع حول تسمية هذا المسطح المائي لعقود طويلة، حيث تفضل الدول العربية استخدام مصطلح “الخليج العربي”، بينما تصر إيران على تسميته “الخليج الفارسي” باعتباره جزءاً من إرثها التاريخي منذ عهد الإمبراطورية الفارسية. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الأمريكي كان يستخدم تسمية “الخليج العربي” في وثائقه الداخلية منذ سنوات، لكن ترامب يسعى الآن إلى جعل هذه التسمية رسمية على المستوى الدولي.
ردود الفعل الإيرانية الغاضبة
يثير القرار الأمريكي المحتمل غضباً واسعاً في الأوساط الإيرانية، حيث يعتبر الكثيرون أن تغيير التسمية مساس بالهوية التاريخية للبلاد. وكان الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني قد علق على تصريحات سابقة لترامب حول الموضوع بقوله: “يبدو أن الرئيس الأمريكي يحتاج إلى دراسة الجغرافيا جيداً”. أما وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف فقد سخر من الموقف الأمريكي بتغريدة قال فيها: “لقد علمنا أن صداقة ترامب تباع لأعلى سعر، والآن نكتشف أن جغرافيته أيضاً معروضة للبيع”.
أهداف الزيارة الأمريكية للمنطقة
تكتسب زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية – والتي تعد أولى زياراته الخارجية منذ توليه الرئاسة – أهمية استراتيجية كبرى. حيث تسعى الإدارة الأمريكية من خلالها إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، والبحث عن حلول لأزمة غزة، بالإضافة إلى محاولة الحد من البرنامج النووي الإيراني. كما يأتي القرار في سياق سياسة أمريكية واضحة تقوم على دعم التحالف العربي في مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.
يطرح هذا القرار عدة تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين مصالح ترامب الشخصية وسياسة بلاده الخارجية، خاصة في ظل استمرار الرئيس الأمريكي في الحفاظ على علاقات تجارية مع بعض دول الخليج رغم توليه المنصب الرئاسي. كما يثير القرار مخاوف من تأجيج النزاع حول الهوية التاريخية للمنطقة، وتعزيز الانقسامات القائمة بين المحور العربي والمحور الإيراني.