إسطنبول( زمان عربي) – انتشرت الطائرات من دون طيار، التي يمكن التحكم فيها عن بعد، على نطاق واسع لكنها تستخدم بشكل عام للأغراض العسكرية.
لكن في السنوات الأخيرة ظهرت أنواع جديدة من هذه الطائرات أقل تكلفة، وأصغر حجمًا، وأخف وزنًا، وأصبح من الممكن استخدام هذه التكنولوجيا والاستفادة منها في المجالات المدنية والعلمية.
ومع استمرار التطور التكنولوجي في عالم الأجهزة الإلكترونية والروبوتات، بدأت الطائرات من دون طيار مثل طائرات “drone” يذيع صيتها حول العالم، حتى أنه من الممكن تشبيهها بأنها طائرات مروحية “هليكوبتر” صغيرة.
وقد أُنتجت أنواع متعددة من هذه الطائرات؛ منها أنواع ذات مروحة رباعية ويُطلق عليه “quadcopter”، وأخرى ذات مروحة ثمانية ويُطلق عليها”octocopter”.
كما وصل التطور التكنولوجي في هذا المجال إلى حدّ تطوير برامج وتطبيقات يتم تحميلها على أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، والتي يمكن من خلالها التحكم في الطائرات التي يمكنها التحليق على ارتفاعات تصل إلى 500 متر، بالإضافة إلى القدرة على الطيران لمدة 25 دقيقة متواصلة.
وتم إنتاج أنواع مختلفة من هذه الطائرات يبدأ سعرها من 100 دولار، وقد يصل إلى بضعة آلاف من الدولارات حسب النوعٍ والإمكانيات المتوفرة فيه، ويمكن استخدامها في العديد من المجالات منها:
إلتقاط صور فوتوغرافية وتسجيل مقاطع فيديو على ارتفاعات عالية:
بدأ استخدام هذه الطائرات ذات التكنولوجيا المتطورة في إلتقاط صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو للاستفادة منها في مجالات عديدة من بينها التصوير والبناء والفيديوهات التعريفية للمشروعات، بالإضافة إلى المجال الفني. وبفضل هذه التكنولوجيا أصبح من الممكن رؤية المدن والمناطق الشاسعة من أكثر من اتجاه.
مراقبة الطبيعة والحياة البرية:
لجأت مؤسسة “Conservation Drones” الدولية المتخصصة في مجال حماية البيئة والطبيعة إلى استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة في مراقبة الغابات الاستوائية والسواحل والأراضي الزراعية، عن طريق استخدام طائرات “drone”. كما تستخدم مؤسسة “World Widelife Fund” التكنولوجيا نفسها في مراقبة الحيوانات المتواجدة في الأماكن التي لا يدخلها الإنسان.
الزراعة والثروة الحيوانية:
بالإضافة إلى المجالات السابقة يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مراقبة الأراضي الزراعية الشاسعة والأماكن التي تتم فيها تربية الحيوانات ومشروعات الثروة الحيوانية، فبفضل هذه التكنولوجيا يمكن متابعة المحاصيل الزراعية ومعدلات الجفاف بسهولة وبشكلٍ أكثر فاعلية.
عمليات الإنقاذ وحرائق الغابات:
يمكن استخدام طائرات “Drone” ذات التكنولوجيا المتطورة في معرفة مدى إمتداد حرائق الغابات والوقوف على حجم الخسائر، إذ يمكن عن طريق هذه الطائرات تصوير الأماكن التي يصعب الدخول إليها سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى إمكانية تعقّب المفقودين، والتقاط الصور في الأماكن الوعرة التي يصعب الوصول لها مثل مناطق البراكين النشطة.
خدمات توصيل الطلبات:
ومن أغرب الاستخدامات التي يمكن توظيف هذه الطائرات فيها، خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل؛ فيمكن من خلالها توصيل طلبات الطعام والكتب والعلاج أو كل ما شابه ذلك من طلبات خفيفة يمكن إيصالها عن طريق الهواء، وقد بدأت سلسلة محلات “Domino’s Pizza” الشهيرة بدراسة استخدام هذه التكنولوجيا في توصيل طلبات الزبائن.
كما بدأ موقع شركة” أمازون” أكبر شركات البيع على الإنترنت بدراسة استخدام طائرات بدون طيار من طراز “Prime Air” لتوصيل الطلبات والبضائع التي لا يزيد وزنها عن 2.3 كجم لمسافات لا تزيد عن 30 كم.
ونالت هذه التكنولوجيا إعجاب الكثير من الشركات ومطاعم ومكتبات بيع وتسويق الكتب في عدد من الدول مثل: روسيا، أسترليا والهند، ما دفعها للتجربة.
تكنولوجيا السيارات:
ولم يكن عالم السيارات في معزلٍ عن التعرف على هذا النوع من التكنولوجيا المتطورة، فقد كشفت شركة السيارات الفرنسية “رينو” خلال معرضها هذا العام في مدينة دلهي بالهند عن سيارتها الجديدة “كويد”، التي يصدر معها طراز من طائرات “drone” لمدّ السائق بالمعلومات اللازمة عن الحالة المرورية وحالة الطريق بالإضافة إلى إرشاد السائق إلى المكان المناسب لإيقاف السيارة، لكنها لم تعلن حتى الآن عن الموعد المحدد الذي سوف نطلق فيه هذا الموديل الجديد، والفريد من نوعه.