إسطنبول (زمان عربي) – وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات وتهديدات لجميع القطاعات وفئات الشعب في اجتماع اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (توسياد) المعروف بـ”نادي زعماء الأعمال”، أمس” الخميس”، وغلب على خطابه أسلوب يدل على أنه زعيم سياسي أكثر من كونه رئيسا للبلاد.
وفي خطاب ألقاه قبل خطاب أردوغان، وجّه رئيس توسياد خلوق دينتشر دعوة مباشرة إلى رئيس الجمهورية أردوغان لإنهاء الاستقطاب المتصاعد في الفترة الأخيرة بشكل حاد، إذ قال: “أريد أن أوجِّه خطابي إليكم مباشرة في موضوعٍ بات يقلقنا جداً، فنحن نعتقد بأنه بمقدوركم أن تؤدّوا دوراً مهماً في تهدئة حدة هذا الاستقطاب وإنهائه”.
وفي الوقت الذي كان المنتظر من رئيس الجمهورية أردوغان أن يبعث رسائل إيجابية وحارة إلى جميع فئات الشعب بغية تهدئة الأوضاع والتوترات، حاول في خطابه إلقاء الرعب في القلوب وهدّد جميع رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني وكل المعارضين.
وتطرق أردوغان إلى التصريحات التي أدلت بها مطلع الأسبوع الجاري رئيسة مجلس إدارة “آك بنك” ،أكبر البنوك الخاصة في تركيا، سوزان سابانجي دينتشر، والتي قالت فيها :”إن النظام القانوني في البلاد بات موضع نقاش، وساءت سمعة تركيا في العالم”، فانتقدها قائلاً: “يخرج أحد مدراء البنوك ويتجاسر على القول بأنه سقط الظل على النجاحات التي حققتها البلاد! وساءت سمعة تركيا على الصعيد العالمي، وبات النظام القانوني موضع النقاش وما إلى ذلك”.
ولم يغفل أردوغان الهجوم على مجموعة “كوتش” ،أكبر مجموعة شركات في تركيا، إذ استفسر عن الأسباب التي تقف وراء تجنب اتخاذها موقفاً عدائياً من حركة الخدمة التي يصفها بـ”الدولة الموازية”، على حد زعمه.
بينما ردّ أردوغان على تصريحات رئيس توسياد دينتشر، التي أعلن فيها أن هدف الوصول بالصادرات التركية إلى 500 مليار بحلول عام 2023 عبارة عن خيال، قائلاً: “إن هذا الهدف ليس بخيال وهمي أبداً” .
كما تعرّض أردوغان لأحداث جيزي بارك التي وقعت العام الماضي في مدينة إسطنبول ثم انتشرت في جميع أنحاء البلاد، واستخدم عبارات تتضمن تهديدات حيث قال: “نحن نعلم الجهات المموّلة لاحتجاجات جيزي بارك والجهات التي قدمت لها الدعم اللوجستي سعياً لتشكيل إدراك في أذهان الرأي العام، نعرفهم جميعا، كلاً على حدة، إن تركيا ستربح وهم سيخسرون”، على حد تعبيره.
وكان فندق “ديوان” التابع لمجموعة شركات كوتش فتح أبوابه ليلجأ إليه المحتجون المشاركون في أحداث جيزي بارك في أثناء فرارهم من شرطة مكافحة الشغب، إضافة إلى أن بعض رجال الأعمال الأعضاء في توسياد دعوا لتقديم مساعدات للجرحى والمصابين جراء الأحداث.
وكما هي عادة أردوغان في كل خطاباته، فإنه واصل انتقاداته وتهديداته المعهودة التي يوجّهها لحركة الخدمة والتي يحملها المسؤولية عن كل ما هبّ ودبّ.