إسطنبول (زمان عربي) – بدأت المخابرات الأمريكية والغربية النزول إلى أرض الواقع، للوقوف على مدى الحجم الحقيقي لتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش)، قبل البدء في شن الهجمات الجوية عليه.
وقد نجحت المخابرات الغربية في التوصل إلى أن التنظيم لديه ما يقرب من 3 إلى 4 مليارات دولار، مؤكدة أنه من الممكن أن يتحول إلى أغنى تنظيم إرهابي عالمي، خلال 3 سنوات فقط، من خلال حقول البترول التي يسيطر عليها في شمال سوريا والعراق، بالإضافة إلى عمليات السطو على البنوك والشركات الكبرى والسيطرة عليها.
وأظهرت الأيام مدى بشاعة طرق حصول التنظيم على الأمول عن طريق تحويل كل ما يقع تحت يده إلى أموال ونقود، من خلال استغلال الأماكن الأثرية والتاريخية، وبيع رفاة جثث المتوفين إلى ذويهم وأقاربهم مقابل المال.
وكشفت مصادر عن أن التنظيم الإرهابي تمكن من الحصول على 36 مليون دولار، بعد أن سيطر على منطقة النبُك الأثرية في شمال سوريا، التي يمتد تاريخها إلى 8 آلاف سنة؛ بالإضافة إلى سيطرته على 400 مليون دولار، من خزينة البنك المركز بمدينة الموصل، شمال العراق.
وأشارت مصادر مطلعة داخل التنظيم الإرهابي إلى أن أموال الغنائم التي يسيطر عليها التنظيم عقب معاركه، يتم توزيع جزء منها، على المقاتلين والمحاربين وفقًا للرتب والمناصب العسكرية.
وبالنظر إلى الموقف في إطار عام، نجد أن التنظيم أصبح في طريقة للحصول على صفة الدولة، في الشكل التنظيمي العام، إذ يعمل على إعادة تشغيل مصانع الأسمنت ومنصات تكرير البترول، وبدأ في تحصيل رسوم جمع القمامة.
وأوضح “حسن كان بولات”، خبير شئون الشرق الأوسط، أن تأسيس دولة للتنظيم على الحدود بين كلٍ من سوريا والعراق، وتهديده لكلٍ من القبائل الكردية، التي تعتبر حليف الغرب بالمنطقة، وإسرائيل، ونمو التنظيم لدرجة تسمح له التأثير في مجريات المصالح العالمية، يأتي على رأس الأسباب التي تدفع الدول الغربية للتدخل والتخطيط لشن هجمات جوية ضد التنظيم.
وأضاف كان بولات في حواره مع مجلة “أكسيون” التركية، أن التنظيم بدأ التأثير على توازن الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يدفع الدول الغربية لشن هجوم على أهداف حيوية تابعة له.
وأكد كان بولات أن التنظيم حول كل ما يقع تحت سيطرته في شمال العراق وسوريا، من احتياطات وآبار للبترول، وأنهار، وسدود، ومحطات كهرباء، لأسلحة إستراتيجية، قائلًا: “إن ما يقوم به التنظيم من عمليات تصب في مصلحته من حيث تعزيز قدرته المادية وثروته المالية، وعلى الجانب الآخر زعزعة استقرار دول المنطقة، والتسبب في زلزال لتوازن الاقتصاد العالمي، فحتى وإن كان يظهر أمام الجميع الوجه البشع للتنظيم الذي يقطع الرؤوس، إلا أنه يوجد من خلفه عقول ذكية تعمل وتبني بجد”.