نيويورك (رويترز) – قصفت طائرات حربية فرنسية أهدافا للدولة الاسلامية في العراق اليوم الخميس وضربت الولايات المتحدة أهدافا تابعة للتنظيم في سوريا فيما اكتسب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة المتشددين قوة دافعة باعلان ان بريطانيا ستنضم الى التحالف.
وجاءت الضربات الفرنسية ردا سريعا على ذبح سائح فرنسي في الجزائر بيد متشددين قالوا ان القتل عقاب لقرار باريس في الاسبوع الماضي ان تصبح أول بلد أوروبي ينضم إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة.
وفي الولايات المتحدة قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي ان واشنطن حددت هوية المتشدد الملثم من تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعتقد انه ذبح اثنين من الامريكيين في الاسابيع الاخيرة وهي الاعمال التي ساعدت في دفع واشنطن الى شن حملتها.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يزور نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الخميس ان لديه معلومات مخابرات يعتد بها تفيد بأن شبكات الدولة الاسلامية في العراق تتآمر لمهاجمة قطارات انفاق في الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار انه ليس لديهم أدلة على خطر محدد أشار اليه العبادي لكن حاكم نيويورك قال انه ونظيره في نيوجيرزي يعززان أمن المواصلات في ضوء تهديدات الدولة الاسلامية المحتملة.
وقالت فرنسا في وقت سابق اليوم الخميس انها ستعزز الامن في المواصلات والاماكن العامة بعد قتل السائح الفرنسي ايرفيه جوردل بيد متعاطفين مع الدولة الاسلامية في الجزائر.
وأعلنت بريطانيا أخيرا اليوم الخميس – وهي حليف وثيق للولايات المتحدة في الحروب السابقة – انها ستنضم الى الضربات الجوية ضد أهداف الدولة الاسلامية في العراق بعد أسابيع من دراسة الخيارات. واستدعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون البرلمان الذي يتوقع ان يمنح موافقته غدا الجمعة.
وبينما انضمت دول عربية الى التحالف فان الحلفاء الاوروبيين التقليديين لواشنطن كانوا أبطأ في الاستجابة لدعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما. لكن منذ يوم الاثنين قالت استراليا وبلجيكا وهولندا انها سترسل طائرات.
ووافق الحلفاء الغربيون حتى الان على الانضمام الى الضربات الجوية فقط في العراق حيث طلبت الحكومة هناك المساعدة وليس في سوريا حيث تنفذ الضربات دون موافقة رسمية من الرئيس بشار الأسد. غير ان فرنسا قالت اليوم الخميس انها لا تستبعد توسيع الضربات لتشمل سوريا أيضا.
وفي الليلة الماضية أسفرت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في شرق سوريا عن مقتل 14 من مقاتلي الدولة الاسلامية حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان فيما اشارت تقارير الى ان القوات الكردية صدت تقدم الاسلاميين نحو بلدة كوباني الحدودية.
وأصدر أكثر من 120 من علماء المسلمين من أنحاء العالم وبينهم شخصيات كبيرة سنية رسالة مفتوحة تندد بالدولة الاسلامية. ووصفوا تفسير التنظيم الاسلامي للدين بأنه أكبر خطأ واهانة للاسلام والمسلمين في انحاء العالم.
وجاء في الرسالة التي وقع عليها شخصيات من انحاء العالم الاسلامي من اندونيسيا وحتى المغرب انهم (الدولة الاسلامية) أساءوا تفسير الاسلام لتقتصر صورته على كونه دين قسوة ووحشية وتعذيب وقتل.
وفي الليلة الثالثة استهدفت الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة والحلفاء العرب مصافي نفط تسيطر عليها الدولة الاسلامية في ثلاثة مواقع نائية في شرق سوريا لمحاولة قطع مصدر رئيسي لايرادات التنظيم الذي انشق على القاعدة.
وتهدف الضربات أيضا فيما يبدو الى عرقلة قدرة الدولة الاسلامية على العمل عبر حدود سوريا والعراق.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة الضغط العسكري على الجماعة التي واصلت تقدمها في المناطق الكردية في شمال العراق هذا الأسبوع رغم الضربات الجوية.
وفر نحو 140 ألفا إلى تركيا فيما يتحدث الفارون عن احراق قرى وذبح الأسرى.
وقال أوباما في خطاب استمر أقل قليلا من 40 دقيقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأربعاء “اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة كهؤلاء هي لغة القوة. لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه.”
واليوم الخميس قال مسؤولان كرديان ان القوات الكردية صدت تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية نحو بلدة كوباني الحدودية في اشتباكات جرت في الليلة الماضية. وتسبب القتال بالقرب من البلدة في الايام الاخيرة الى أسرع نزوح للاجئين منذ بدء الحرب الاهلية السورية.
وقال ادريس ناسان وكيل وزارة الخارجية في إقليم كوباني لرويترز هاتفيا إن وحدات حماية الشعب صدت الهجوم وأبعدت القوات المهاجمة مسافة تتراوح بين عشرة و15 كيلومترا.
وأكد أوجلان ايسو أحد المسؤولين الأكراد عن شؤون الدفاع أن وحدات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوبي كوباني.
وقال هاتفيا “مقاتلونا أمنوا المنطقة وعثرنا على 12 جثة لمقاتلي الدولة الاسلامية.” وأضاف أن مقاتلي التنظيم مازالوا موجودين إلى الشرق والغرب من المدينة مع استمرار القتال في الجنوب.
وبالقرب من دمشق اجتاحت القوات الحكومية السورية مواقع قوات المعارضة في بلدة اليوم لتعزز بذلك قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الأراضي المحيطة بالعاصمة.
وبسطت قوات الأسد مدعومة من حزب الله اللبناني سيطرتها تدريجيا على ممر من الأراضي يربط بين دمشق وساحل البحر المتوسط.
وانتقد عدد كبير من النشطاء السوريين والمعارضين الولايات المتحدة لتركيزها على قصف الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى دون أن تفعل شيئا لإسقاط الأسد.