بقلم: نازلي إيليجاق
إن بولنت آرينتش رجل صادق، شريف، لا يطمع في مال حرام، ولا ينظر إلى مُحَرم، لقد عرفته كذلك، وعلى الرغم من ملاحظتنا لتمرّد ضميره بين الحين والآخر، فإنه يرجح السكوت بوجه عام.
وأنا أؤمن، في الواقع، بأن حزب العدالة والتنمية يضم بين صفوفه عددًا كبيرًا من الشخصيات الصادقة مثل بولنت آرينتش، غير أن أصواتهم لا تعلو كثيرًا لسبب غير معلوم، ويقفون موقف المتفرج أمام الأحداث المخزية التي تشهدها تركيا حاليًا، هل يخافون من كوادر الحزب القائمين على الهجمات على المعارضينأم من مهاجمة الإعلام الموالي للحكومة لهم؟ أم لأنهم يعرفون أن الرئيس رجب طيب اردوغان لديه القدرة على إظهار “الأبيض” على أنه “أسود”، يشعرون بالقلق من تصنيف قاعدة حزب العدالة والتنمية لهم كـأعداء، على الرغم من عملهم لسنوات جنبًا إلى جنب؟.
غير أن هذا الخجل أو الخوف لا يلغي المسؤوليات الملقاة على عاتقهم في أي وقت من الأوقات، وسيأتي اليوم الذي سيذكر فيه الجميع كيف أنهم وقفوا صامتين أمام الظلم.
لقد ثار ضمير بولنت آرينتش وتمرّد مرة ثانية؛ إذ قال بشأن سحب ترخيص جمعية “هل من مغيث” (كيمسا يوكمو) الخيرية لجمع التبرعات والمساعدات: “لا يمكن أن نسحب الترخيص من هذه الجمعية اليوم بعدما كنا قد منحناها إياه بالأمس لإرضاء أهوائنا، يجب أن يستند هذا الإجراء على أساس صحيح، وبدون هذا الأساس يمكن بدون شك لمسؤولي الجمعية رفع دعوى قضائية على مجلس الوزراء”.
من الواضح أن آرينتش عارض سحب ترخيص جمع المساعدات من جمعية “كميسا يوكمو” في مجلس الوزراء خلف الأبواب المغلقة، إلا أن الأمر كان قاطعًا ونافذًا، وعندما أصرّ رئيس الجمهورية على تنفيذ هذا الأمر، انصاع أعضاء الحزب الحاكم سيطيعون دون مناقشة، لكنني أرى أن اعتراض آرينتش على هذا الإجراء التعسفي ذو قيمة، فهو، على الأرجح، يرغب في توجيه رسالة إلى الرأي العام مفادها: “هذا كل ما أستطيع فعله”.