إسطنبول (زمان عربي) كشفت صحيفة “ميللي جازته” التركية، عن الخطاب الذي بعثه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، إلى الزعيم الروحي للعالم المسيحي بابا الفاتيكان، وخاطب فيه البابا بقوله “قداسة البابا”.
ولأن حزب العدالة والتنمية وأنصاره المتشددين يصفون كل المبادرات الرامية إلى عقد حوار بين معتنقي الأديان الثلاثة السماوية بـ”الخيانة”، ويتهمون منظمات المجتمع المدني وقادة الرأي العام الذين يدعون إلى هذا الحوار بالمضللين، ثم يهاجمونهم بكل الوسائل المتاحة، فإن الرأي العام في تركيا يعتريه الفضول حول ردود الأفعال المحتملة التي من الممكن أن يبديها مسؤولو الحزب وأنصاره.
وبحسب الخبر الوارد في صحيفة ميللّي جازته، المعروفة بأنها صحيفة حركة الرؤية القومية، التي تزعمها زعيم حزب الرفاه الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، والتي ينحدر منها الرئيس أردوغان أيضاً، جاء في خطاب الدعوة: “إنه لمن دواعي سرورنا وفخرنا أن نستضيف شخصكم المبجل (قداستكم)”.
كما لفت أردوغان في الخطاب إلى الحاجة الضرورية إلى الحوار بين الأديان اليوم أكثر من أي وقت سابق.
واللافت أن البابا فرانسيس، الذي أغدق أردوغان عليه الثناء في الخطاب الذي حمل تاريخ 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، هو أول البابوات الذين شبّهوا الأتراك بالنازيين واتهمهم بإبادة الأرمن.
ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة رابع أكبر زيارة رفيعة المستوى من الفاتيكان إلى تركيا على مدار تاريخ الجمهورية التركية، حيث قام ثلاثة من الباباوات من قبل بزيارة تركيا، وتأتي زيارة البابا فرانسيس لتكون الرابعة، فيما استقبلت تركيا زيارتين من الفاتيكان في عهد العدالة والتنمية.
وكانت زيارة البابا بنديكت السادس عشر في عام 2006 هي الزيارة الأولى في عهد العدالة والتنمية، وقام رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء آنذاك باستقبال بنديكت على سلالم الطائرة في مطار أسنبوغا بأنقرة، حيث حلّ كضيف بناء على دعوة أحمد نجدت سيزار رئيس الجمهورية في تلك الفترة. وزار كل من البابا باولا السادس تركيا في عام 1967، والبابا يوحنا بولس الثاني في 1979.