بيشاور (باكستان) (رويترز) – تدفق التلاميذ على المدارس في مختلف أنحاء باكستان اليوم الاثنين مستهلين فترة دراسية جديدة بعد المذبحة التي شهدتها مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد الشهر الماضي وراح ضحيتها 134 تلميذا.
وأغلقت معظم المدارس في أنحاء البلاد التي يقطتها 180 مليون نسمة حتى اليوم الاثنين بعد عطلة منتصف العام التي تقرر تمديدها في أعقاب هجوم شنه متشددو طالبان في 16 ديسمبر كانون الأول على مدرسة الجيش العامة في بيشاور.
وتكاد باكستان تشهد هجمات يومية من جانب متشددين لكن المذبحة التي سقط فيها هذا العدد الكبير من التلاميذ هزت البلاد وأثارت انتقادات للحكومة بعدم فعل اللازم للقضاء على التمرد.
وفي مدينة بيشاور التي تشهد الكثير من أحداث العنف وتقع على مشارف مناطق قبلية يغيب عنها القانون عاد التلاميذ الذين نجوا من الهجوم إلى دراستهم وسط إجراءات أمنية مشددة وكان بعضهم لا يزال يضع الضمادات على أماكن إصابته.
وفي أجواء مشحونة التقى أولياء الأمور الذين لم يتمالك بعضهم دموعه مع قائد الجيش الجنرال راحيل شريف الذي توجه إلى بيشاور لعقد اجتماع خاص بهم.
وقال مسؤول أمني لرويترز “لم يلق قائد الجيش كلمة لكنه عقد اجتماعا خاصا مع أولياء الأمور وأكد لهم أنه سيقضي على الإرهابيين.”
وقال مسؤول آخر إنه يجري بناء أسوار بارتفاع ثمانية أقدام حول المدارس العامة في بيشاور في إطار تعزيز الأمن وإن مئات السكان يتطوعون لحماية المدارس.
لكن بعض أولياء الأمور وبخاصة ممن فقدوا أبناءهم في الهجوم تحاشوا حضور الاجتماع مع قائد الجيش قائلين إنه يصعب عليهم العودة لهذا المكان.
وقال أحدهم “دعيت للاجتماع مع قائد الجيش لكني لم أجرؤ على الذهاب للمدرسة التي قتل فيها ابني حبيبي بلا رحمة. وما الذي أجنيه من الاجتماع مع قائد الجيش الذي لم يستطع حتى أن يحمي ابني الصغير وأبناء كثيرين غيري.
“أشعر وكأن ابني مات مرة أخرى اليوم. حين رأيت الأطفال ذاهبين للمدارس تذكرت ابني. ذهبت إلى حجرته وجلست بلا حول ولا قوة أمام حقيبته وزيه المدرسي.”