أورهان كمال جنكيز
ثمة حوار غريب في مطلع أحد المسلسلات التلفزيونية بعنوان “شياطين دافينشي” حيث إن شخصا يدعى الرحيم يخاطب دافنشي قائلا: “لا بد أنك سمعت بعبارة ” أن الزمن نهر” ..كثير من الناس لا يستوعبون أن نهر الزمن في شكل دائرة”
“الزمن هو نهر على شكل دائرة” عبارة مجازية تنطبق على نظرتنا إلى الماضي.
وفيما يتعلق بنظرتنا إلى الأحداث المؤسفة في التاريخ نجد أنفسنا قد عدنا إلى النقطة نفسها وكأننا نجري في نهر دائري مع أننا نظن بأننا قطعنا شوطا طويلا.
ألقي الرئيس التركي رجب أردوغان كلمة العام الماضي بمناسبة مرور 99 عاما على أحداث 1915، تقدم فيها بالعزاء للأرمن الذين فقدوا أقاربهم على هذه الأراضي (شرق الأناضول).
لكنه في الذكرى نفسها هذا العام (2015) قال للبرلمان الأوروبي: “قولوا ما شئتم فلن نصغيَ إلى كلامكم”.
فهل المشكلة هي في كيفية وصف أمريكا أو أوروبا أو دولة من الدول لما حدث في 1915 على هذه الأراضي؟
وما الذي نقوله نحن؟ ما الذي جرى بالفعل في 1915؟ وما الذي يجعلنا نتجنب حتى يومنا هذا الخوض في نقاش حول ما جرى منذ مئة عام؟ وإن قولنا: “فلنترك هذا الأمر للمؤرخين” يعني ألا نتحدث حول هذا الموضوع.
وحين أرادت حكومة العدالة والتنمية أن تتحدث حول ما وقع في درسيم جرى الحديث عنه بكل سهولة، لكن حين يتعلق الأمر بأحداث 1915 يبدأ الدوران في حلقة مفرغة.
وحين عرَّف روفائيل لمكين “الإبادة الجماعية” في مذكرة الأمم المتحدة عام 1946 ذكر أنه قاس الأمر على مثالين، وهما هولوكست اليهود وأحداث إبادة الأرمن في 1915.
فمؤرخونا الذين يدونون التاريخ الرسمي يسمون ما جرى للأرمن بالتهجير حيث تم تهجيرهم في ظروف صعبة عانوا فيها من الجوع في البراري والقفار.
لنترك مصطلح الإبادة جانبا، فحتى لو سلمنا بأنها عبارة عن تهجير، أفلا يعتبر تهجير عرق كامل بمن فيه النساء والأطفال والمسنين من أرجاء وطنهم القديم (الأناضول) جريمة؟
أفلا ينبغي أن نقول شيئا تجاه هذه المأساة الكبيرة وأن نبكي قليلا على تلك الأحداث المؤلمة؟
وإلا فهل نريد أن نواصل الدوران داخل حلقة مفرغة؟