نيس (فرنسا) (رويترز) – أصبح منتخب إسبانيا المدافع عن اللقب أول فريق يسجل أكثر من هدفين في مباراة واحدة ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) ليهزم تركيا 3- صفر في ظل تألق جديد من اندريس انيستا بينما رد المهاجم الفارو موراتا على المنتقدين بثنائية.
كما حققت إسبانيا البطلة أول أهدافها وهو تجنب تكرار الخروج من الدور الأول في كأس العالم الأخيرة إذ تأهلت لدور الستة عشر قبل جولة واحدة على نهاية دور المجموعات.
وفاز المنتخب الإسباني بمباراتيه في المجموعة الرابعة بدون أن يستقبل أي هدف وخسرت تركيا مباراتيها دون أن تسجل.
وقال فاتح تريم مدرب تركيا الغاضب إن فريقه ارتكب خطأ لا يصدق في أحد الأهداف واتهم لاعبيه بالاستسلام.
وأبدى نظيره الإسباني فيسنتي ديل بوسكي سعادته بأن فريقه كان حاسما داخل منطقة الجزاء.
وقال “من الجيد تحقيق الهدف الأول. لعبنا جيدا وسيطرنا على المباراة لمدة 90 دقيقة تقريبا. لا يوجد معنى للعب بشكل جيد في بقية الملعب إذا لم نستطع إنهاء الهجمات.”
وبدأت تركيا اللقاء بشكل إيجابي لكنها انهارت بعد هدفين سريعين من موراتا – الذي واجه انتقادات بعد أداء غير فعال في الفوز 1-صفر على جمهورية التشيك – ونوليتو قبل نهاية الشوط الأول.
ووضع موراتا الكرة في المرمى من مدى قريب محرزا الهدف الثالث بعدما أرسل انيستا واحدة من أفضل التمريرات في البطولة وسط الدفاع التركي.
وقال تريم “في أول 30 دقيقة كانت الأمور جيدة لكن بعد ذلك استقبلنا هدفين عن طريق بعض الأخطاء الفردية.. أحدها كان لا يصدق.”
وأضاف “فريقنا استسلم.. لم أقبل ذلك من قبل ولن أقبله مطلقا. أشعر بحزن عميق.”
وقاد انيستا – الذي مرر الكرة بالاتقان المعتاد – خط وسط إسبانيا بمساعدة رائعة من نوليتو وديفيد سيلفا ليقدم المنتخب الإسباني أقوى أداء في البطولة حتى الآن.
ومر اردا توران قائد تركيا بيوم سيء آخر ولفترة طويلة في الشوط الثاني تعرض لصيحات استهجان من الجماهير التركية في كل مرة لمس فيها الكرة.
وبدأت إسبانيا بأسلوبها المعتاد وتناقلت الكرة لفترات طويلة وانتظرت صناعة الفرص بصبر.
وهاجم المنتخب التركي في مناسبتين وكان هناك ترقب في الاستاد حين احتسبت له ركلة حرة من 30 مترا. ونفذ المتخصص هاكان شالهان أوغلو الركلة الحرة لكن محاولته مرت فوق العارضة.
وجاء الهدف الافتتاحي في الدقيقة 34 حين انتهت سلسلة نموذجية من التمريرات في الجناح الأيسر عند نوليتو الذي أرسل كرة عرضية إلى منطقة الجزاء وارتقى موراتا عاليا بين اثنين من المدافعين ليضعها برأسه في شباك الحارس فولكان باباجان.
وهزت إسبانيا الشباك مجددا بعد ثلاث دقائق أخرى بمساعدة خطأ من محمد توبال.
وأرسل سيسك فابريجاس تمريرة عالية إلى داخل المنطقة ورغم أن توبال وصل برأسه للكرة لكنه اكتفى بإرسالها للخلف باتجاه نوليتو الذي وضعها في شباك باباجان.
وبعد هذه النقطة تلاعبت إسبانيا بمنافستها وسجلت مرة أخرى بعد ثلاث دقائق من الشوط الثاني.
وتقدم انيستا ثم أرسل تمريرة هندسية مثالية إلى جوردي البا الذي لمس الكرة إلى موراتا ليحرز بسهولة الهدف الثالث الجميل.
وكانت الأمور سهلة على إسبانيا بعد ذلك وتناقلت الكرة بلا مبالاة لفترات طويلة بينما صبت الجماهير التركية غضبها على توران.
وأشعلت الجماهير التركية المحبطة الألعاب النارية في نهاية اللقاء ليمتلئ أحد المدرجات بالكامل بالدخان. ومن المؤكد أن تواجه تركيا إجراءات تأديبية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وبهذه الهزيمة وهي الثانية في البطولة يخرج المنتخب التركي من الدور الأول بعد أن علقت الجماهير التركية آمالا كبيرة على أردا توران نجم برشلونه ورفاقه في إحراز مركز متقدم وبعد أن أصبح المنتخب التركي هو الشعار على مدى الأسابيع الأخيرة في حملات إعلانية بمختلف القنوات التليفزيونية التركية لتحل هذه الخسائر المتتالية والخروج المبكر صدمة كبيرة وتحبط الجماهير التي علقت آمالا كبيرة على منتخب بلادها.