أنقرة (زمان التركية) – وصلت خسارة الليرة التركية أمام الدولار إلى مستويات قياسية تاريخية بالتزامن مع توتر العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب أزمة القس الأمريكي أندرو برانسون.
في ظل تفاقم التوتر بين أنقرة وواشنطن والمخاطر المحدقة بالاقتصاد التركي جراء العقوبات الأمريكية على إيران، وصلت خسارة الليرة التركية أمام الدولار خلال أسبوع واحد إلى 6.34%، وشهدت الليرة قبل أمس الأول تراجعًا تاريخيًّا بارتفاع الدولار الواحد إلى 5.42 ليرة، ليتراج صباح أمس إلى حوالي 5.23 ليرة.
وبعد أن خسرت الليرة من قيمتها بنسبة 6.7% أمام الدولار يوم الاثنين الماضي عاودت الارتفاع بنسبة 1% أمس الثلاثاء.
ويرجح الخبراء الاقتصاديون أن التحسن الضئيل في سعر الليرة يعود إلى الأنباء التي تزعم وجود اتفاق أولي بين الإدارتين التركية والأمركية في المفاوضات الرامية إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية وقرار إرسال وفد تركي إلى الولايات المتحدة لبحث إمكانية حلّ الأزمة القائمة.
وتشير الإحصاءات إلى أن قيمة الليرة شهدت تراجعًا بنسبة 30% منذ مطلع العام الجاري بسبب المخاطر السياسية النابعة من ارتفاع نسبة التضخم والعجز الجاري في الاقتصاد الكلي وتأزم العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وينبه الاقتصاديون إلى أن هذا الأمر أثر سلبيا على سعر الليرة أمام العملات الأجنبية الأخرى أيضًا.
ووفقًا لقائمة “بلومبرغ” التي تظهر أداء عملات الأسواق الناشئة بين 31 يوليو/ تموز و7 أغسطس/ آب من العام الحالي، فقد كانت الليرة التركية أسوأ عملة أداءً حيث انخفضت قيمتها بقدر6.34%.
وتبع الليرة التركية من حيث الأداء السيئ الروبل الروسي، إذ خسر من قيمته 1.58%، وجاء بعده البيزو الشيلي بنسبة 1.56%، وتلاه الليو الروماني بنسبة 1.52%، وأعقبته الكرونة التشيكية بنسبة 1.22%، بينما وصلت الخسارة الأسبوعية للراند الجنوب أفريقي 0.65%.
ومن اللافت أن البيزو الأرجنتينى مع أنه كان ضمن العملات الأكثر انخفاضًا أمام الدولار حتى من الليرة التركية منذ مطلع العام الحالي، إلا أنه تراجعه الأسبوعي أمام الدولار توقف عند 0.34%.
وكان الدولار المكسيكي الأكثر قوة مقابل الدولار على الأساس الأسبوعي، حيث شهد ارتفاعًا بنسبة 0.83%، تلاه الريال البرازيلي بنسبة 0.56%.
من ناحية أخرى، تتحدث تكهنات عن إمكانية توجه أنقرة إلى صندوق النقد الدولي (IMF) من أجل الحصول على “حزمة إنقاذ”، في حين أن البنك المركزي التركي يفضل الصمت على الرغم من التدهور الحاد لليرة أمام الدولار في ظل تهديدات الإدارة الأمريكية بتوسيع نطاق عقوباتها في حال رفض الإدارة التركية لمطالبها.
وقد حذر بير هامارلوند؛ الخبير الإستراتيجي للأسواق النامية لبنك (SEB) الواقع في العاصمة السويدية ستوكهولم قائلاً: “تقترب يومًا بيوم اللحظة التي ستضطر تركيا فيها للتوجه إلى صندوق النقد الدولي من أجل طلب المساعدة”.