أنقرة (زمان التركية) – اعترف كاتب صحفي معروف بعلاقاته الوثيقة مع كوادر الحزب الحاكم في تركيا والمخابرات الوطنية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان يستعد لإطلاق حملة تشويه ضد الأحزاب الجديدة التي سيتشكّل على أيدي مجموعة من السياسيين المنشقين عن حزبه.
فقد أفادت التقارير أن الرئيس أردوغان خرج في استراحة لأول مرة عقب خسارة حزبه العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول بفارق 9 في المئة لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.
ووصف كاتب صحيفة “حريت” المعروف بقربه لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عبد القدير سلفي، هذه الاستراحة بـ”مخيم التغيير”، مفيدا أن أردوغان يستعد للمرحلة الجديدة.
وأشار سلفى إلى تشكل معادلة جديدة بفعل نتائج الانتخابات وتسارع إجراءات تشكيل حزب سياسي جديد، وترقب تسارع هذه الوتير اعتبارا من سبتمبر/ أيلول القادم، لافتًا إلى أن أردوغان سيخرج للساحات لتعبئة وشحن قاعدة حزب العدالة والتنمية وبعث رسائل تشوِّه صورة الأحزاب الجديدة.
وأفاد سلفى أنه من المنتظر أن يهاجم أردوغان الأحزاب الجديدة عبر نقطتين، ألا وهما: أنه سيطلق حملة للدعاية أن هذه الأحزاب أداة لألاعيب عدد من البؤر الأجنبية، كالولايات المتحدة وبريطانيا، وأنها لن تفعل سوى تقسيم الأمة الإسلامية. والثاني أنه سيزعم أن الذين يؤسسون حزبًا جديدًا، من أمثال عبد الله جول وعلي باباجان وأحمد داود أوغلو سبق أن تولوا مناصب الرئاسة ورئاسة الوزراء في حكومات العدالة والتنمية، غير أنهم الآن يقومون بخيانة دعواهم ورسالتهم ويطعنونه في ظهره.
وذكر سلفي أن أردوغان يبذل كل جهوده لعمل “ولادة مبكرة” للأحزاب الجديدة لعرقلتها قبل أن تصبح مشكلة لا يمكن السيطرة عليها، وأن سبتمبر/ أيلول سيشهد تطورات مهمة في هذا الصدد.
وأكد سلفى أن أردوغان فقد عقب انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول في الثالث والعشرين من يونيو/ حزيران كونه الرجل الأوحد الذي يجمع كل السلطات والقوة السياسية في البلاد، بينما اكتسبت المعارضة القوة الهجومية وروح المبادرة.
كما توقع الكاتب بأن أردوغان لن يتوجه إلى ممارسة النقد الذاتي، بل سيكتفي فقط بإجراء تعديلات مصغرة في التشكيل الحكومي وإدارة الحزب عقب جولاته الخارجية.
وتساءل سلفى ما إن كانت المرحلة الجديدة ستشهد تغييرا في اللغة والأسلوب السياسي لأردوغان قائلا: “أرى أنه سيتم الاكتفاء بتعديلات بسيطة في العديد من الطواقم، ولا يوجد ما يوحي بإجراء مراجعة وتعديلات في اللغة السياسية وطريقة الإدارة اللتين يتبناهما”.