أنقرة (زمان التركية) – شهدت مباراة كرة القدم التي جمعت بين المنتخب التركي ومنتخب مولدوفا رفع لافتة في المدرجات كتب عليها “يا طيب، أعِدْ إلينا مدرسينا”، احتجاجًا على اختطاف 5 مدرسين أتراك منتمين لحركة الخدمة وترحيلهم إلى تركيا بشكل غير قانوني عام 2018.
ورفع ناشطو المجتمع المدني، المنتمين لمجموعة Occupy Guguta الشهيرة بفعالياتها الداعمة للحرية في مولدوفا، اللافتة خلال المباراة التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي.
وأثناء مباراة المنتخب التركي مع نظيره المولدوفي والتي تقدم فيها بهدف نظيف دون مقابل تم رفع لافتة بالمدرجات من أجل المدرسين الأتراك الذين اختطفتهم المخابرات التركية العام الماضي بالتواطؤ مع نظيرتها المولدوفية، حيث حملت اللافتة عبارة “يا طيب، أعد مدرسينا”.
وكانت السلطات القضائية في مولدوفا قررت في التاسع من هذا الشهر، فرض إقامة جبرية على نائب رئيس الاستخبارات المولدوفية ألكسندر بلتاجا لثلاثين يومًا، بالإضافة إلى إبعاد مدير هيئة الهجرة واللجوء من وظيفته مع حظر سفره خارج البلاد، وذلك في إطار التحقيقات المفتوحة بشأن اختطاف وترحيل المعلمين الأتراك.
وبث ناشطون بالمجموعة التظاهرة مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقوا بعبارة: “أردنا التعبير عن خيبة أملنا من إرسال دكتاتور يختطف أناسًا أبرياء منتخب كرة قدم بلاده إلى أراضينا. رسالتنا موجهة لكل الدكتاتوريين، وخصوصا من ينتهكون حقوق الإنسان بشكل مباشر”.
وقبل أن يمضي الكثير من الوقت على رفع اللافتة قامت عناصر الأمن بإزالتها. واستعاد الناشطون اللافتة من قوات الأمن أثناء مغادرتهم المباراة.
وكانت مجموعة Occupy Guguta قد نظمت وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي أمام السفارة التركية لدى مولدوفا أيضًا بعنوان “المدرسون ليسوا إرهابيين”، وهذا في ذكرى مرور عام على اختطاف المدرسين الأتراك.
وفي تصفيات بطولة أمم أوروبا لعام 2020 فاز المنتخب التركي لكرة القدم على نظيره منتخب مولدوفا بأربعة أهداف نظيفة خلال مباراته السادسة بالمجموعة هاء.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضت في أغسطس/ آب المنصرم بانتهاك حقوق المدرسون الأتراك الذين تم اعتقالهم في مولدوفا وترحيلهم إلى تركيا في إطار عملية نفذتها المخابرات التركية بالتواطؤ مع نظيرتها المولدوفية.
قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن انتهاك ترحيل خمسة مدرسين يعملون في مدرسة تابعة لحركة الخدمة إلى تركيا على متن طائرة خاصة لحق احترام الحياة الخاصة والحياة الاسرية وحق الأمن والحرية، يحمل أهمية كبيرة لكونه أول قرار يقر بانتهاك الحقوق فيما يتعلق بالمواطنين الذين يتم ترحيلهم إلى تركيا واعتقالهم.
وقضت المحكمة بأن إجراء الترحيل تعسفي، مفيدة بسلب حرية الأشخاص الخمسة وعدم توفير الضمانات التي يكفلها القانون الدولي والمحلي.
والمدرسين الخمسة كانوا يقيمون في مولدوفا منذ فترة طويلة، وبعضهم يقيمون هناك منذ 20 عاما، وانتقلوا إلى مولدوفا بطرق قانونية ووجدوا عملا هناك، وهو ما يجعل الترحيل تدخلا صارخا في الحياة الخاصة والأسرية للأشخاص الخمسة المرحلين.
واعتبرت المحكمة الأوروبية أن مولدوفا لم توفر أدنى مستويات الحماية للاتراك الخمسة، وأن إقدامها على ترحيلهم يخلو من أساس قانوني.
هذا وسيتوجب على مولدوفا تقديم تعويضات مادية بقيمة 25 ألف يورو للمرحلين، بموجب قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.