أنقرة (زمان التركية) – انتقد رئيس حزب الوطن التركي، دوغو برينجك استقالة رئيس أركان القوات البحرية، اللواء جهاد يايجي.
وبعد إقالته الجمعة الماضي من منصبه كرئيس أركان القوات البحرية بقرار من الرئيس رجب أردوغان ونقله إلى رئاسة هيئة الأركان، أعلن
اللواء جهاد يايجي استقالته من الجيش، مشيرا إلى أن سمعته تعرضت للتشويه بقرار الإقالة والنقل.
وخلال مشاركته في برنامج “نبض تركيا” على قناة خبرترك علّق برينجك على استقالة رئيس أركان القوات البحرية، اللواء جهاد ياجي، قائلا: “لا يمكن الاستقالة أثناء الحرب”.
وجاء قرار إعفاء اللواء التركي، المعروف بأنه مهندس اتفاقية الحدود البحرية مع ليبيا،
عقب انتشار مزاعم تقول بأن الجنرال تورط في منارسات فساد بشأن إحدى المناقصات العسكرية المطروحة.
وجاء تعليق دوغو برينجك على الواقعة على النحو التالي:
“لا يمكنه الاستقالة بينما يخوض الجيش التركي حربا بالداخل والخارج في الفترة التي تواجه فيها قواتنا البحرية تهديدات خطيرة في قبرص وشرق البحر المتوسط. هل بإمكان البحارة على متن سفينة الزعيم تورجوت الاستقالة؟ ترك القيادات لسلاحهم في ظل الحرب والانسحاب لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع عاداتنا العسكرية. تم تعيين مصطفى كمال أتاتورك سفيرا عسكريا في صوفيا. هل يمكن تعيين قائد عظيم سفيرا عسكريا؟ لكنه لم يستقل حينها.
في بداية الحرب العالمية أعرب عن رغبته في المشاركة في الجبهة الأمامية وطالب بتكليفه بمهمة فجعلوه قائد سلاح في حيرابولو. لم يكن هناك جندي واحد في سلاحه. هل استقال؟ وأثناء معركة شانق قلعة جعلوه قائد لقوات الاحتياط. هل استقال؟ لو استقال لعجز على أن يصبح أتاتورك.
الجندي ينفذ المهمة المسندة إليه، فالعسكرية لديها قواعدها الخاصة. بالتأكيد جهاد يايجي قائد عظيم وجميع قادة الجيش التركي أعزاء علينا. تم تنفيذ حملة تطهير كبيرة جدا داخل الجيش والقيادات المتبقية هم قادتنا الأعزاء. وبدون شك جيها دياجي أحد هؤلاء القادة، لكن استقالته لا تتوافق مع عادات جيشنا. على الجميع ألا يقاطعوا رئيس الأركان بينما يخوض الجيش التركي حربا. ولا يمكن التعامل مع الجيش بأي أسلوب سياسي. إن تمت عملية تعيين داخل الجيش فهذا يعني أن الجيش وافق عليها.
في الوقت الراهن لدينا قادة عظماء يترأسون سلاحنا البحري. غالبيتهم قادة سُجنوا في حملة التصدي لحركة الخدمة وجميعهم تعرضوا لاعتداءات حركة الخدمة. نحن نثق في قادتنا حتى النهاية”.
يذكر أن أردوغان تحالف مع أعضاء تنظيم أرجنكون (الدولة العميقة) الذي يعد برينجك المنتمي للمعسكر الأوراسي من أبرز قادته وأخرجهم من السجن في 2014 ليسلطهم على حركة الخدمة، زاعما أن تحقيقات تنظيم أرجنكون ملفقة من قبل حركة الخدمة، وأعضائها مبرأون من التهم المنسوبة إليهم، تماما مثل ما حدث في تحقيقات الفساد والرشوة، عام 2013 التي كان متهما فيها وزراء بحكومة أردوغان.
وبعد أن تمكن تحالف أرجنكون وأردوغان من تصفية عدوهما المشترك حركة الخدمة بدأ بينهما صراع العروش مجددا، ومع أن الطرفين على علم بما يجري خلف الأبواب المغلقة إلا أن الأوراسيين يفضلون الزعم بأن حركة الخدمة هي التي تقف وراء إقالة الجنرال جهاد يايجي لخوفهم من مواجهة أردوغان مباشرة، رغم أن الحركة تعرضت لتصفية شاملة منذ 2013 على يذ هذا التحالف.
وأفاد الكاتب والمحلل السياسي أمر الله أوسلو أن أردوغان وظف الأوراسيين في التخلص من جماعة فتح الله كولن في الفترة السابقة، والآن جاء الدور عليهم وسيقوم بتصفيتهم جميعا ولا يستطيعون أن يرفعوا صوتهم كثيرا نظرا لتواطؤهم مع أردوغان في جرائم مشتركة من قبيل تدبير انقلاب 2016، ويفضلون القول بأن حركة الخدمة هي التي تقف وراء إقالة الأراسيين من أجهزة الدولة والمؤسسة العسكرية.
في حين قال رئيس تحرير موقع خبردار سعيد صفاء في تغريدة: “لن يكون مفاجئا أبدا أن يبادر أردوغان بعد عدة أشهر إلى إعادة فتح ملفات أعضاء تنظيم أرجنكون / الأوراسيين ويرسلهم إلى السجن واحدا تلو آخر، مبررا موقفه السابق في هذا الصدد بالقول: المخططات الانقلابية لتنظيم أرجنكون كانت صحيحة لكن حركة الخدمة حاولت توظيف هذه القضية لتحقيق مصالحها”.
–