نيويورك (زمان التركية) – تناول تقرير لمجلة بلومبرج الاقتصادية، حول أزمة شرق المتوسط، زيادة قدرات أسطول تركيا من أجل السعي وراء أن تكون قوة إقليمي، وفقا لرغبات الرئيس رجب أردوغان.
وقالت المجلة في تقريرها: “بينما مر الأسطول التركي من مضيق البسفور العام الماضي، ألقى التحية على ضريح الأميرالاي العثماني وأحد أكبر قراصنة القرن 16 فخر الدين برباروس. وهي عادة متبقية من الفترة التي كانت فيها الدولة العثمانية مسيطرة على البحر المتوسط”.
التقرير أكد أن الصراع المشتعل في منطقة شرق المتوسط بين كل من تركيا واليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، يعود إلى ما قبل اكتشاف احتياطيات الغاز الطبيعي بكثير.
وأكدت الصحيفة أن أردوغان يسعى لأن يكون قوة إقليمية إسلامية قادرة على الوقوف في وجه كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
واعتبرت أن أردوغان تمكن من استخدام القوة خارج بلاده، من خلال الأسطول الذي طوره بالسفن البحرية ذات الصناعة المحلية ودعمها بالغواصات، وقالت: “هذا الأمر أخاف الدول ذات الشواطئ المشتركة مع تركيا، ودفعها للتحرك. فضلًا عن أن هناك العديد من الفرقاطات الكبيرة في طريقها إلى تركيا. ومن المتوقع أن تكون حاملة الطائرات بإزاحة 27 ألف طن جاهزة للاستخدام العام المقبل”.
التقرير تناول رأي بروفيسور علاقات الأمن القومي في المدرسة العليا لدراسات البحار في كاليفورنيا، والخبير في الأنشطة البحرية التركية، ريان جينجيراس، حيث قال: “إن تركيا ترى أنها الأقوى في شرق المتوسط، وعلى هذا النحو يجب التعامل معها. وترى أنها محاطة بالأعداء، وسيستخدمون كل قوتهم في وجه من يحاول الوقوف أمامهم. لذلك لديهم قوة ومعدات محلية الصنع”.
وأضاف: “إن أردوغان حدد عام 2023 على أنه العام الذي ستكون فيه تركيا مالكة لكافة المعدات العسكرية المحلية. ولكن هذا لا يبدو ممكنًا. كما أن الأزمات الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد البالغ حجمه 750 مليار دولار، تخلق شبهات حول إمكانية تحقيق هذا الحلم. كما أن الاتحاد الأوروبي بدأ الاستعداد لفرض عقوبات على تركيا”.
وأشار التقرير إلى أن تركيا دخلت إلى الأراضي السورية وتمكنت من حجز مكانها على طاولة المفاوضات، كما غيرت مسار الحرب في ليبيا من خلال إرسال سفنها الحربية إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق.
وأوضح التقرير أن المناوشات التي شهدها الشهر الماضي بين قطع بحرية تركية ويونانية كانت أقرب اللحظات إلى اندلاع حرب بين البلدين كما حدث في عام 1996.
وأشار إلى أن أردوغان هدد باستخدام القوة من أجل حصول تركيا على حقها المزعوم في بحر المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجه، كاشفًا الستار عن صاروخ موجه محلي الصنع يطلق من السفن البحرية، وصاروخ فضائي يعمل بالوقود السائل.
كما هدد أردوغان اليونان بشكل مباشر، قائلًا إنهم سيمرون بلحظات عصيبة إن لم نتمكن من التوصل لاتفاق وحل دبلوماسي.
وتطرق التقرير إلى تصريحات منسق تخطيط السياسات في الأسطول التركي السابق، وصاحب فكرة الوطن الأزرق، العميد بحري جيم جوردنيز، حيث قال: “أنا أتبع الفكر الأتاتوركي. وأعارض بقوة استخدام الإسلام أداة للسياسة. ولكن ما تقوم بها أمريكا وأوروبا هو معارضة مصالح تركيا”.
وأوضح التقرير أن تركيا هدفها أن تكون أكثر قوة من الأسطول اليوناني في بحر إيجه والذي ينظر إليه على أنه الأقوى والفاعل الأكبر والأقوى في هذه المنطقة.
–