أنقرة (زمان التركية) – أثارت خطوة منح تركيا 30 مليون دولار للحكومة الصومالية تساؤلات لتزامنها مع حرائق الغابات والأزمة الاقتصادية التي تتفاقم بمرور الوقت.
نُشر بالجريدة الرسمية في تركيا بنود الاتفاق الخاص بتقديم منحة مالية إلى الصومال بقيمة لا تتجاوز 30 مليون دولار، غير أن التفاصيل التي تكشّفت عقب هذه الخطوة أثارت جدلا بالرأي العام.
ونصت الاتفاقية الدولية الواردة بالجريدة الرسومية على تقديم إسهامات مالية بمثابة منحة إلى الصومال بقيمة لا تتجاوز 30 مليون دولار في صورة 2.5 مليون دولار شهريا لاستخدامها في تمويل الموازنة وتطوير كفاءة المؤسسات بالبلاد.
وتبين أن الاتفاق تم إبرامه بين وزارة المالية الصومالية ووزارة الخزانة والمالية التركية في الأول من يوليو/ تموز هذا العام.
هل المنحة التركية مقابل حق امتياز ميناء مقديشو لمدة 14 عاما؟
وكالة الأناضول كانت قد نشرت خبرا في الثامن من أغسطس عام 2020 بعنوان “الصومال توقع اتفاقية مع شركة تركية لمنحها حق امتياز ميناء مقديشو لمدة 14 عاما”.
وأفادت الأناضول في خبرها أن مجموعة ألبيراق تتولى إدارة ميناء مقديشو منذ عام 2014.
ووقعت مجموعة ألبيراق المالكة لصحيفة يني شفق اتفاقية جديدة العام الماضي مع وزارة الموانئ والنقل البحري الصومالية تتضمن إدارة وتطوير الميناء لمدة 14 عاما.
بعد شهر واحد من الاتفاقية منحت تركيا الصومال منحة بقيمة 30 مليون دولار لسداد ديونها لصندوق النقد الدولي.
وربط البعض بين تقديم تركيا للصومال منحة بقيمة 30 مليون دولار واتفاقية مجموعة ألبيرق.
وبحسب الاتفاقية المنشورة في الجريدة الرسمية، فإن المنحة المالية التي ستقدمها تركيا للصومال ستكون 2.5 مليون دولار شهريًا، على أن لا يتجاوز المبلغ الإجمالي للمنحة التي سيتم تقديمها في إطار “القانون المحلي والاعتمادات السنوية للموازنة” 30 مليون دولار أمريكي.
انتقدت المعارضة الخطوة، وقالت إنه كان من الأولى إصلاح طائرات الإطفاء التي لم تشارك في إخماد الحرائق لحاجتها إلى ثُمن هذا المبلغ.
المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك قال مستنكرًا قرار المنحة الصادر بمرسوم رئاسي، “أولئك الذين لا يستطيعون إيجاد 4 ملايين دولار لطائرات الإطفاء؛ قرروا “إرسال 30 مليون دولار إلى الصومال”!.
كانت طائرات إطفاء الحرائق تقف دون حراك بمطار جمعية الطيران في أنقرة، بينما الحرائق مستعرة في 7 ولايات، ما أثار الحيرة. وفي تصريحات أدلى بها مسؤولو جمعية الطيران التركية تبين أن الطائرات بحاجة إلى 4-5 ملايين دولار لجعلها جاهزة للطيران.
هذا وتلقت تركيا خلال الأسبوع الأخير مساعدة دولية لإخماد الحرائق من أذربيجان وإيران وروسيا وكرواتيا وإسبانيا وأوكرانيا حيث دفعت تلك البلدان بعدد 18 طائرة إطفاء.
وتسعى تركيا إلى زيادة نفوذها في الصومال التي تمتلك فيها قاعدة عسكرية، بعد أن شهدت البلاد منذ فبراير الماضي أزمة سياسية عميقة مع انتهاء ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو.
يذكر ان الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن أيضا الشهر الماضي تخصيص 14 مليون دولار لبناء قصر رئاسي في شمال قبرص التركية.